شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

عبدالله بن مسلم بن عقيل

1 المشاركات 05.0 / 5

هذا عبدالله

أبوه: ثقة الإمام الحسين عليه السّلام ومبعوثه إلى الكوفة وابن عمّه: مسلم بن عقيل، كان إلى جانب عمّه أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام في صفّين. زوجتُه ابنة عمّه رقيّة بنت الإمام عليّ عليه السّلام، وأولاده: عبدالله ومحمّد ( الشهيدان في طفّ كربلاء )، وأحمد وإبراهيم، وخديجة. بايعه أهلُ الكوفة للإمام الحسين عليه السّلام، ثمّ خذلوه، فقتله عبيدالله بن زياد في ثامن ذي الحجّة سنة 60 هجريّة، ورمى ببدنه مِن أعلى قصر الإمارة، فدُفن بجانب المسجد الأعظم في الكوفة رضوان الله عليه.
وأمُّه: رقيّة بنت أمير المؤمنين سلام الله عليه، أُمُّها الصَّهباء بنت عبّاد بن ربيعة التَّغلبيّة، قيل: بِيعَتْ لأمير المؤمنين عليه السّلام مِن سَبيّ اليمامة أو من سَبيّ عين التمر، فوَلَدت لأمير المؤمنين عليه السّلام: عُمَرَ الأطرَف، ورقيّة(1).

 

المبادرة الطالبيّة

بعد شهادة عليّ الأكبر ابن الإمام الحسين عليهما السّلام.. خرج عبدُالله بن مسلم بن عقيل، وبَرَز إلى ساحة المعركة، فحمَلَ على جيش عمر بن سعد وهو يرتجز ويقول:

اليـوم ألْقى « مُسِلمـاً » وَهْوَ أبي   وعُصبَةً بادُوا على دِيـنِ النبي(2)
لَيسُـوا بقـومٍ عُرِفـوا بالكَـذِبِ   لكـنْ خيـارٌ وكِـرامُ النَّـسَـبِ

 

فقتَلَ عبدُالله بن مسلم بن عقيل جماعةً في ثلاث حملات، وما زال يقاتل حتّى قتلَ ثمانيةً وتسعين رجلاً مِن عسكر عمر بن سعد(4)، ثمّ كان الغدر من أعداء الله!

 

شهادة عبدالله

تفاوتت قصّة شهادة عبدالله بن مسلم في كتب المقاتل بين الإيجاز والتفصيل، وبين التصوير الخاطف واستعراض المشهد بوضوح، وبين الاختلاف والاتّفاق على القاتل:
• فيكتب الإصفهانيّ أبو الفَرَج: قتَلَه عَمْرو بن صُبَيح ـ فيما ذكرناه عن عليّ بن محمّد المدائنيّ وعن حميد بن مسلم ـ وذكر أنّ السهمَ أصابه وهو واضعٌ يدَه على جبينه، فأثبتَه في راحته وجبهته(5).
• ويروي الشيخ المجلسيّ عن محمّد بن أبي طالب ـ بعد ذِكْر أبياتِ رَجَزه ـ: فقاتل حتّى قَتَل ثمانيةً وتسعين رجلاً في ثلاث حملات، ثمّ قتَلَه: عمرو بن صُبَيح الصَّيداويّ، وأسد بن مالك(6).
• فيما نقل الشيخ السماويّ عن حميد بن مسلم هذا النصّ: رمى عمرُو ( بن صُبَيح الصدائيّ ) عبدَالله بسهمٍ وهو مُقْبل عليه، فأراد جبهته، فوضع عبدُالله يدَه على جبهته يتّقي بها السهم، فسَمّر السهمُ يدَه على جبهته، فأراد تحريكها فلم يستطع، ثمّ انتحى له بسهمٍ آخرَ ففلَقَ قلبه، فوقع صريعاً(7).
• أمّا السيّد الميانجيّ، فيروي شهادة عبدالله بن مسلم هكذا:
.. ثمّ رماه عمرُو بن صُبَيح الصَّيداويّ بسهم، فوضع عبدُالله يدَه على جبهته يتّقيه، فأصاب السَّهمُ كفَّه ونفذ إلى جبهته فسمّرها به، فلم يستطع تحريكها، ثمّ انتحى عليه آخَرُ برمحه فطعنه في قلبه فقتَلَه سلام الله عليه(8).
• وأخيراً.. مع السيّد عبدالرزّاق الموسويّ « المقرَّم »، حيث كتب:
.. ورماه يزيدُ بن الرقّاد الجُهَنيّ فاتّقاه بيده فسمّرها إلى جبهته، فما استطاع أن يُزيلها عن جهته، فقال: اللّهمّ إنّهم استَقَلُّونا واستَذلُّونا، فاقتُلْهم كما قَتَلونا. وبينا هو على هذا، إذ حمل عليه رجلٌ برمحه فطعنه في قلبه ومات(9)، فجاء إليه يزيد بن الرقّاد وأخرج سهمَه مِن جبهته، وبقيَ النَّصل فيها وهو ميّت(10).
ثمّ كتب السيّد المقرّم بعد هذه العبارة:
ولمّا قُتِل عبدُالله بن مسلم.. حمَلَ آل أبي طالب حملةً واحدة، فصاح بهم الحسين عليه السّلام: صبراً على الموت يا بني عُمومتي، واللهِ لا رأيتُم هَواناً بعد هذا اليوم(11).
ثمّ كان القتلُ في آل أبي طالب، فإذا بهم جُثَث زَواكٍ متناثرة بين يدَي سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، وقد كانوا قبل قليل إلى جنبه أُسوداً تحميه!

ومضى رَبيطَ الجأشِ يَعترضُ الصُّفو   فَ.. فـأدبَـرَتْ مُذْ هالَـها إقبـالُهُ
وتَحـوطُه مِن آلِ هـاشـمَ فِتـيـةٌ   للأُفـقِ منـهـم بَـدرُهُ وهـلالُـهُ
مِن كلِّ أروَعَ ذي مَضاءٍ في الورى   قـد قلَّ مُشـبِهُـه وعَـزّ مِثـالُـهُ
فكـأنّــه مـا بينـهم لَيثُ الثَّـرى   وكـأنّهـم مِـن حَولِـهِ أشـبـالُـهُ
حتّـى قَضَوا بشَبا السـيوف ظَواميـاً   والنَّقـعُ جُـرَّتْ فـوقَـهُم أذيـالُـهُ
فغـدا فريـداً سِبْطُ أحمـدَ بَعـدَهُـم   تَـرميهِ مِن جيشِ العـدوِّ نِبالُـهُ(12)

حَظْوة

ويحظى عبدُالله بن مسلم بن عقيل بالسلام عليه في زيارات يوم عاشوراء.. فيأتي النصّ ضمناً: السلامُ على الشهداءِ مِن وُلْدِ جعفرٍ وعقيل..(13)، ويأتي النصُّ الشريف بالسلام على هذا الشهيد مِن قِبل الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فَرَجه الشريف لدى زيارته لشهداء طفّ كربلاء، حيث يقول:
السلامُ علَى القتيلِ بنِ القتيل، عبدِاللهِ بنِ مسلمِ بنِ عقيل، ولعَنَ اللهُ قاتلَه عامرَ بن صَعْصَعَة ( وقيل: أسد بن مالك )..(14)

-------------

1 ـ يراجع: نسب قريش لمصعب الزبيريّ 45؛ إبصار العين في أنصار الحسين عليه السّلام للشيخ محمّد السماويّ 50؛ العيون العبرى في مقتل سيّد الشهداء للسيّد إبراهيم الميانجيّ 155؛ مقاتل الطالبيّين لأبي الفَرَج الإصفهانيّ 62. وقد ذكر عبدَالله بنَ مسلم: الطبريّ في ( تاريخه )، والمسعوديّ في ( مروج الذهب )، والخوارزميّ في ( مقتل الحسين عليه السّلام ـ الجزء الثاني )..
2 ـ مسلماً: يقصد أباه الشهيد مسلم بن عقيل. وفي رواية: وفِتيةً بادوا على دِين النبي.
3 ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب المازندرانيّ 220:2 ؛ بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 32:45 ؛ إبصار العين 50؛ العيون العبرى 155.
4 ـ مناقب آل أبي طالب 220:2 ؛ إبصار العين 50؛ العيون العبرى 155.
5 ـ مقاتل الطالبيّين 62.
6 ـ بحار الأنوار 32:45.
7 ـ إبصار العين 50.
8 ـ العيون العبرى 155 ـ 156.
9 ـ نقلاً عن الإرشاد للشيخ المفيد 240. وفي تاريخ الطبريّ 256:6 : أنّ عمرو بن صُبَيح الصدائيّ رماه بسهمٍ ورماه بآخَرَ ففلق قلبه. وفي أنساب الأشراف 239:5 ذكر البلاذريّ أنّ الرامي هو يزيد بن الرقّاد الجَنْبيّ.
10 ـ تاريخ الطبريّ 179:6.
11 ـ تاريخ الطبريّ 256:6 ؛ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 78:2 ؛ اللهوف في قتلى الطفوف للسيّد ابن طاووس 50.. مقتل الحسين عليه السّلام أو يوم كربلاء للسيّد المقرّم 262 ).
12 ـ من قصيدة للسيّد محسن الأمين في كتابه ( الدرّ النضيد في مراثي السبط الشهيد 270 ـ 271.
13 ـ مفاتيح الجِنان للشيخ عبّاس القمّي ـ أعمال يوم عاشوراء.
14 ـ إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس 575.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية