شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

أبو بكر بن أمير المؤمنين عليه السّلام

2 المشاركات 04.5 / 5

كم قتلى بني هاشم ؟

تشتمل زيارة الناحية المقدّسة لشهداء كربلاء على أسماء 17 رجلاً من بني هاشم ( عدا الإمام الحسين عليه السّلام )(1)، وهذا العدد هو الذي يَتثبّتُ عليه الشيخ المفيد في ذِكره للشهداء حيث قال: إنّ عِدّةَ مَن قُتِل مع الإمام الحسين عليه السّلام مِن أهل بيته بطفّ كربلاء هم سبع عشرة نَفْساً، الحسين بن عليّ عليه السّلام ثامن عشر »(2). ويؤكّد ذلك الخوارزميّ فيقول: قُتِل مع الحسين عليه السّلام سبعة عشر رجلاً مِن أهل بيته(3).
وعلى وجه التحديد والتعيين.. يذكر المؤرّخون أسماء ستّة شهداء من أولاد أمير المؤمنين عليه السّلام في كربلاء، الإمامُ الحسين سلام الله عليه سابعهم، وهم:
العبّاس وعبدالله وجعفر وعثمان.. وأمُّهم أمّ البنين الكِلابيّة رضي الله عنها.
ومحمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالب.. وأُمُّه أسماء بنت عُمَيس رضي الله عنها.
وأبو بكر بن أميرالمؤمنين عليٍّ عليه السّلام.. وأمُّه ليلى الدارميّة.
يقول أبو الفرج الإصفهانيّ بعد ذِكْرهم: هؤلاءِ وُلْد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لِصُلبهِ، الذين قُتِلوا مع الحسين، وهم سواه ( أي عَداه عليه السّلام؛ إذ هو سابعهم )(4).
ويؤكّد هذا قولُ سليمان بن قَتّة حيث يرثيهم:

ستّـةٌ كلُّـهم لِصُـلب علـيٍّ   قد أُصِيبوا.. وسبعةٌ لعقيلِ(5)

       

تعريفٌ مُوجَز

أبوه: عَلَمُ الإسلام المُعلّى.. عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، وأبو الأئمّة الميامين، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. وهو يَعسُوب الدين، وقائد الغُرِّ المحجَّلين، الذي مَلأَ حياة الإسلام بفضائله، وملأ كتبَ المسلمين بمناقبه ومنازله، حتّى تحيّر ابنُ أبي الحديد في وصفه وبيان مآثره، فقال:
ما أقولُ في رجلٍ أقرّ له أعداؤُه وخصومه بالفضل، ولم يُمكِنْهم جَحْدُ مناقبه ولا كتمانُ فضائله... وما أقول في رجلٍ تُعزى إليه كلُّ فضيلة، وتنتهي إليه كلُّ فرقة، وتتجاذَبُه كلُّ طائفة، فهو رئيسُ الفضائل وينبوعها، وأبو عُذْرها وسابقُ مِضمارِها، ومُجَلّي حَلَبتها، كلُّ مَن بَزَغَ فيها بعده فمنه أخذ، وله اقتفى، وعلى مثاله احتذى(6).
أمّا أُمُّه: فهي ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن رِبْعي بن سَلْمى بن جَنْدَل.. الذي يقول فيه الشاعر:

يَسُـودُ أقـــوامٌ وليسـوا بسـادةٍ   بلِ السيّدُ الميمونُ سَلْمىَ بنُ جَنْدَلِ(7)

وهي دارميّة تميميّة رحمها الله، لأنّ جدّها سَلْمى هو ابن جَنْدَل بنَ نَهْشَل بن دارِم بن مالك بن حَنظَلة بن زيد مَناة بن تميم.

أمّا أبو بكر بن الإمام عليّ عليه السّلام.. فاسمُه عبدالله، أو عبيدالله(8).

 

المبادرة العلَويّة

كتب الشيخ المجلسيّ:
قالوا: ثمّ تقدّم إخوةُ الحسين عليه السّلام.. عازمين على أن يموتوا دونه، فأوّل مَن خرج منهم: أبو بكر بن عليّ، واسمه عبيدالله، وأمّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن رِبْعيّ التميميّة.. فتقدّم وهو يرتجز:

شيخي علـيٌّ ذو الفَخـارِ الأطْـوَلِ   مِن هاشم الصِّدْقِ الكريم المُفْضلِ(9)
هـذا حسـينُ بـنُ النبيِّ المُـرسَلِ   عنـه نُحـامي بالحُسـامِ المُـصْقَلِ

فتقدّم إلى الحرب، وأخذ يقاتل قتالَ الأبطال.. ولم يَزَل كذلك يصول ويجول حتّى وقع صريعاً شهيداً بين يَدَي أخيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه(10).

 

قاتله

لم يَعرِف المدائنيُّ(11) مَن قاتِلُ أبي بكر بن أمير المؤمنين عليه السّلام، فذكر أنّه وُجِد في ساقيةِ مقتولاً لا يُدرى مَن قتَلَه(12). فيما روى أبو الفرج الإصفهانيّ عن الإمام أبي جعفر محمّد الباقر عليه السّلام، أنّ رجلاً مِن هَمْدان قتَلَه(13).
هذا.. وقد صرّح بعض أصحاب السِّيرَ أنّ قاتله هو: زَجْرُ بن بدر النَّخَعيّ(14)، وقيل: هو عبيدالله بن الغَنويّ(15)، الذي نُقِل أنّه قتَلَ أبا بكر بن الحسن المجتبى عليه السّلام حين رماه بسهم(16). بينما يرى البعض الآخَرُ أنّ أبا بكر بن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام لم يَزَل يقاتل حتّى اشترك في قتلهِ جماعة، منهم عُقبة الغَنَويّ(17).

فسلامٌ على الشهيد البارّ


وعلى قاتِله اللعنةُ وعذابُ النار.

-----------------
1 ـ إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس 574 ـ 575.
2 ـ الإرشاد 248 ـ 249.
3 ـ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 47:2.
4 ـ مقاتل الطالبيّين لأبي الفَرَج الإصفهانيّ 57.
5 ـ إبصار العين في أنصار الحسين عليه السّلام للشيخ محمّد السماويّ 36.
6 ـ شرح نهج البلاغة 16:1 ـ 17.
7 ـ الإرشاد 186؛ جمهرة أنساب العرب لابن حزم 118؛ صفة الصفوة لابن الجوزيّ 119:1 ؛ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 98:2 ؛ مقاتل الطالبيّين 56 ـ 57.
8 ـ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 98:2 ؛ الإرشاد 186؛ بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 36:45.. ولم يشخّصه أبو الفرج الإصفهانيّ إلاّ بِكُنيته فقال في ( مقاتل الطالبيّين 56 ): لم يُعرَف اسمه.
9 ـ وفي رواية: مِن هاشمٍ وهاشمٌ لم تُعدَلِ.
10 ـ بحار الأنوار 36:45 ؛ إبصار العين 36.
11 ـ هو أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبدالله البصريّ المدائنيّ ( ت 225 هـ ) صاحب التصانيف الكثيرة، منها: خُطب أمير المؤمنين عليه السّلام، ومَن قُتل من الطالبيّين، وكتاب الفاطميّات.. وغير ذلك.
12 ـ مقاتل الطالبيّين 57.
13 ـ مقاتل الطالبيّين 57.
14 ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 221:2 ؛ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 98:2 ؛ بحار الأنوار 36:45.
15 ـ بحار الأنوار 36:45.
16 ـ الإرشاد 240.
17 ـ إبصار العين 36.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية