شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

محمد بن أبي سعيد بن عقيل

2 المشاركات 04.5 / 5

آل عقيل

قيل: لعقيل بن أبي طالب ثمانية عشر ولداً، هم: عليّ ( الأكبر )، وعليّ ( الأصغر )، وعيسى، وعثمان، وعبدالرحمان ( الأكبر )، وعبدالرحمان ( الأصغر )، وجعفر ( الأكبر )، وجعفر ( الأصغر )، وسعيد، وأبو سعيد، وموسى، وعبدالله ( الأكبر )، وعبدالله ( الأصغر )، ويزيد، وحمزة، وعون، ومحمّد، ومسلم بن عقيل رضوان الله عليه.. الذي استُشهِد في الكوفة.
أمّا في كربلاء فكان عددٌ منهم: جعفر بن عقيل، وعبدالرحمان بن عقيل، وعبدالله بن مسلم بن عقيل، وعبدالله بن عقيل، ومحمّد بن أبي سعيد بن عقيل، ومحمّد بن مسلم بن عقيل، ومحمّد بن عقيل، وجعفر بن محمّد بن عقيل. ومِن هنا جاء قول الشاعر:

عَينُ جُودي بعَبـرةٍ وعَويلِ   واندُبي إن نَدَبْتِ آلَ الرسولِ
تسـعةٌ كلُّهم لِصُـلْبِ عليٍّ   قد أُبيـدوا، وتسـعةٌ لعقيلِ

وقال شاعر آخر:

لِصُلبِ عقيلٍ تسـعةٌ يومَ كربـلا   بنوهم ثمـانٍ وُزِّعوا بالصـوارمِ
بَكَتْهم عُيونُ المـؤمنينَ كمـا بكى   لهم سِبطُ طه بالـدموعِ السَّـواجِمِ
وتـاسعُهُم مِن قَبلُ لاقى حِمـامَهُ   بكوفانَ.. أعني مسلماً ذا المكارمِ

 

شهيدنا « محمّد »

قيل: أمُّه أمّ ولد(1)، ولكنّ بعض التحقيقات أثبتت أنّها فاطمة بنت أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام(2).
أمّا أبوه: فهو أبو سعيد بن عقيل، وأمّه الخَوْصاء الكِلابيّة. اسمُه كُنيتُه، وهو المتكلّم المشهور بسرعة الإجابة والمُفَوَّه الذي يُشبه أباه عقيلاً في حُسن البديهة، وكان من الأشراف(3). وقد روى عنه الجاحظ بعض محاوراته مع معاوية وعائشة، فكانت كالصواعق النازلة على خصومه(4). وكان من أولاده « محمد » الشهيد بأرض الطفّ في كربلاء(5).

 

شهادته ( رض )

قال أهل السِّيَر ـ نقلاً عن حميد بن مسلم الأزديّ: إنّه لمّا صُرِع الحسين.. خرج غلامٌ مذعورٌ يلتفتُ يميناً وشمالاً.. فشَدَّ عليه فارسٌ فضربه، فسألتُ عن الغلام فقيل: محمّد بن أبي سعيد، وعن الفارس فقيل: لَقيط بن إياس الجُهَنيّ(6).
وقال هشام الكلبيّ ( النسّابة ): حدّث هاني بن ثُبَيتٍ الحَضْرَميّ قال: كنتُ ممّن شَهِد قَتْلَ الحسين عليه السّلام، فَوَاللهِ إنّي لَواقفٌ عاشرَ عشرة ليس منّا رجلٌ إلاّ على فرس، وقد جالت الخيل وتَضَعضَعَت، فلمّا صُرِع الحسين، خرج غلامٌ مِن آل الحسين عليه إزارٌ وقميص، وبيده عمودٌ من تلك الأبنية ( أي الخيام )، وهو مذعور يتلفّتُ يميناً وشمالاً، فأقبل رجلٌ يركض، حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه وعلاه بالسيف فقتَلَه.
أو قال: ثمّ اقتصَدَ الغلامَ فقطعه بالسيف. قال هشام الكلبيّ: إنّ هاني بن ثُبيت الحَضَرميّ هو صاحب الغلام ( أي قاتلُه )، فلمّا عِيب عليه قَتْلُه للغلام كنّى عن نفسه؛ استحياءً!(7).
وذلك الغلام هو: محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب(8). وكانت أُمّه تنظر إليه وهي مدهوشة(9).
وفي ( تنقيح المقال ) للشيخ عبدالله المامقانيّ: كان لهذا الغلام من العمر سبع سنين، ولم يُراهِق.
فلم تَـرَ عيني كالصغارِ مُصابُهُم
يُقلّبُ أكبادَ الكبارِ على الجَمْرِ(10)

 

قاتِلُه

قال أبو الفَرَج الأصفهانيّ: قتَلَه لَقيط بن ياسر الجهنيّ، رماه بسهمٍ فيما رَوَيناه عن: المدائنيّ، عن أبي مخنف، عن سليمان بن راشد، عن حميد بن مسلم(11).
وقال الشيخ عبدالواحد المظفّر: بعد الاتّفاق على شهادته، اختلفوا في قاتله، فمنهم مَن يقول: هاني بن ثُبَيت الحَضرَميّ، وهو قول ابن شهرآشوب. ومنهم من يقول: لَقيط بن ياسر الجُهَنيّ، وهو قول الطبريّ وأبي الفَرَج الأصفهانيّ(12).
وفي الزيارة الشريفة التي يزور بها الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فَرَجَه شهداءَ كربلاء يوم عاشوراء، نقرأ هذا النصّ.
السلامُ على محمّدِ بنِ أبي سعيدِ بنِ عقيل، ولعَنَ اللهُ قاتلَه لَقيطَ بنَ ياسر الجُهَنيّ(13).

---------------
1 ـ مقاتل الطالبيّين لأبي الفَرَج الأصفهانيّ 62.
2 ـ بحر الأنساب للسيّد العميديّ النجفيّ 229 ـ في بنات أمير المؤمنين عليه السّلام: فاطمة كانت تحت أبي سعيد بن عقيل. ومثله قال الشيخ المجلسيّ في ( بحار الأنوار 706:9 ـ طبعة تبريز )؛ وأبو الفضل الطبرسيّ في ( إعلام الورى بأعلام الهدى 111 ).
3 ـ ذكره ابن حبيب النسّابة في كتاب ( المُحبَّر 304 ).
4 ـ من ذلك ما نقله ابنُ أبي الحديد المعتزليّ في ( شرح نهج البلاغة 3:7 ).
5 ـ ذكره: الطبريّ في ( تاريخه )؛ والشيخ المفيد في ( الإرشاد )؛ وأبو الفَرَج الأصفهانيّ في ( مقاتل الطالبيّين )؛ والسيّد ابن طاووس في ( إقبال الأعمال ).. وغيرهم.
6 ـ إبصار العين في أنصار الحسين عليه السّلام للشيخ محمّد السماويّ 51.
7 ـ تاريخ الطبريّ 258:6 ؛ البداية والنهاية لابن كثير 186:8.
8 ـ البداية والنهاية لابن كثير 186:8 ؛ مقاتل الطالبيّين 62؛ تاريخ الطبريّ 258:6.
9 ـ الخصائص الحسينيّة للشيخ جعفر التستريّ 129.
10 ـ العيون العبرى في مقتل سيّد الشهداء للسيّد إبراهيم الميانجيّ 185.
11 ـ مقاتل الطالبيّين 62.
12 ـ سفير الحسين مسلم بن عقيل للشيخ عبدالواحد المظفّر 25.
13 ـ إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس 575.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية