شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

عبدالرحمانِ الأرحبيّ

1 المشاركات 05.0 / 5

هذا الأرحبيّ

هوعبدالرحمان بن عبدالله بن الكُدَر(1) بن أرحَب بن دعام بن مالك الهَمْدانيّ الأرحَبيّ، وأرحب بطنٌ من هَمْدان أو قبيلةٌ كبيرة منها، وهي من القحطانيّة ( عرب الجنوب في اليمن ).
وهذا الرجل كان وجهاً تابعيّاً، شجاعاً مِقداماً(2)، ذكرته كتب السِّير والتآريخ(3).

 

مهمّة الأرحبيّ

كان عبدالرحمان الأرحبيّ مِن حَمَلة رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السّلام(4). قال أهل السِّيرَ: أوفَدَه أهلُ الكوفة إلى الإمام الحسين صلوات الله عليه ـ وهو عليه السّلام في مكّة ـ مع قيس بن مُسْهر، ومعهما كتب نحو من ثلاثٍ وخمسين صحيفة يَدْعُونه فيها، كلُّ صحيفةٍ من جماعة. وكانت وِفادته ثانيةَ الوفادات؛ فإنّ وفادة عبدالله بن سبع وعبدالله بن وال كانت الأولى، ثمّ كانت وِفادة قيس بن مسهر وعبدالرحمان الأرحبيّ هي الثانية، أمّا الثالثة فهي وفادة سعيد بن عبدالله الحنفيّ وهاني بن هاني السبيعيّ.
وقد دخل عبدالرحمان الأرحبيّ مكّةَ المكرّمة لاثنتي عشرة ليلةً خَلَت مِن شهر رمضان، ثمّ تلاقت الرُّسُل..(5)

 

المهمّة الأخرى

بعد أن وصل الوفد الثالث عن أهل الكوفة، كتب الإمام الحسين سَلام الله عليه:
بسَم الله الرحمن الرحيم.. من الحسين بن عليّ، إلى الملأ مِن المؤمنين والمسلمين. أمّا بعد فإنّ هانياً وسعيداً(6) قَدِما علَيّ بكتبكم، وكانا آخِرَ مَن قَدِم علَيّ مِن رُسُلِكم، وقد فهمتُ كلَّ الذي اقتَصَصتُم وذكَرْتم، ومقالةُ جُلّكم: إنّه ليس علينا إمام، فأقبِلْ لعلّ الله أن يجمعَنا بك على الحقّ والهدى. وإنّي باعثٌ إليكم أخي وابنَ عمّي وثقتي مِن أهل بيتي « مسلمَ بنَ عقيل »، فإن كتَبَ إليّ أنّه قد اجتمع رأيُ مَلأكم وذوي الحِجى والفضل منكم على مِثْلِ ما قَدِمَت به رسلُكم، وقرأتُ في كتبكم، فإنّي أقْدِم إليكم وشيكاً إن شاء الله، فلَعَمْري ما الإمام إلاّ الحاكمُ بالكتاب، القائمُ بالقسط، الداين بدِين الحقّ، الحابسُ نفسَه على ذات الله، والسلام.
ودعا الإمامُ الحسين عليه السّلام مسلمَ بن عقيل فسرّحه مع: قيس بن مسهر الصيداويّ، وعُمارة بن عبدالله السلوليّ، وعبدالرحمان بن عبدالله الأرحبيّ. وأمرَه الحسين عليه الصلاة والسّلام بالتقوى وكتمان أمره واللطف.. فأقبل مسلم رحمه الله حتّى أتى المدينة، فصلّى في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وودّعَ مَن أحبّ مِن أهله، ثمّ استأجر دليلين يتنكّبانِ الطريق..(7).
وفي مقتل الحسين عليه السّلام لأبي مخنف: لمّا دعا الحسينُ عليه السّلام مسلماً وسرّحَه مِن قِبَلِه إلى الكوفة، سرّح معه قيسَ بن مسهر وعبدالرحمان الأرحبيّ وعُمارة بن عبيد السلوليّ، وكان من جملة الوفود.
ثمّ عاد عبدالرحمان الأرحبيّ إلى الإمام الحسين عليه السّلام(8)، فكان من الأصحاب الذين واصلوا رحيلهم إلى كربلاء(9).

 

وكان يومُ عاشوراء..

وكانت الحملة الأولى، حيث التحم معسكر الإمام الحسين عليه السّلام مع معسكر عمر ابن سعد، في قتالٍ ضارٍ وفي حملةٍ واحدة انجَلَت الغبرة من اقتتالِ ساعة على خمسين شهيداً من أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه، قيل: كان عبدالرحمان بن عبدالله الأرحبيّ أحدَهم(10).
وقيل: إنّ عبدالرحمان الأرحبيّ رضوان الله تعالى عليه استأذن الإمامَ الحسين عليه السّلام في القتال، فأذِن له، فنزل إلى ساحة المعركة يضرب بسيفه في القوم وهو يقول:

صَبراً على الأسيافِ والأسِنّهْ   صَبراً عليـها لدخـولِ الجنّهْ

 

ولم يزل يقاتل حتّى استُشهد رضوان الله عليه مع جملة الشهداء الأبرار(11).

وصحابـة بَذلوا النفوس لنَصرهِ   لم تُثْنِهم يـومَ الـوغى أهـوالُهُ
قَلُّوا.. ولكـنْ كلُّ فـردٍ منـهمُ   جيشاً لهاماً فـي الكفاحِ تَخـالُهُ
مِن كلِّ مـاضٍ قـد تَقـلَّد مِثْلَه   عَـزّتْ على طُلاّبـها أمثـالُـهُ
مستقبِلٍ حـدَّ الصـوارم والقَنـا   بالنـحر منه فحبّـذا استقبـالُـهُ
هجروا لنصر الـدِّين كلَّ محبَّبٍ   والمـوتُ لذّ لهم هنـاك وصالُهُ
حتّى قَضَوا بشَبا السيوف ظوامياً   والنَّقعُ جُرَّت فوقَهم أذيـالُهُ(12)

 

وخلال زيارته العاشورائيّة لشهداء كربلاء، قال الإمام المهديّ المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين:

السلام على عبدِالرحمانِ بنِ عبدِاللهِ بنِ الكُدَرِ الأرحبيّ(13)

------------------
1 ـ كما عند ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 113:4، والكُدَن عند الطبريّ في تاريخه 352:5 ، 354.
2 ـ إبصار العين في أنصار الحسين عليه السّلام للشيخ محمّد السماويّ 78؛ العيون العبرى في مقتل سيّد الشهداء للسيّد إبراهيم الميانَجيّ 147.
3 ـ منها: تاريخ الطبريّ 352:5 ، 354 ، ومناقب آل أبي طالب 113:4 ، ورجال الشيخ الطوسيّ 77 ، وبحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 73:45.
4 ـ تاريخ الطبريّ 352:5 ، ومقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 194:1.
5 ـ إبصار العين 78.
6 ـ أي هاني بن هاني السبيعيّ وسعيد بن عبدالله الحنفيّ.
7 ـ الإرشاد للشيخ المفيد 204؛ مروج الذهب للمسعوديّ 86:2 ؛ تاريخ الطبريّ 198:6 ؛ الأخبار الطوال للدينوريّ 232.
8 ـ إمّا مُوفَداً عن مسلم بن عقيل رضوان الله عليه، أو عن أهل الكوفة.
9 ـ إبصار العين 78؛ العيو العبرى 147.
10ـ مناقب آل أبي طالب 113:4.
11 ـ العيون العبرى 147؛ إبصار العين 78.
12 ـ الدرّ النضيد في مراثي السبط الشهيد للسيّد محسن الأمين 271، والقصيدة لجامع الكتاب المؤلِّف.
13 ـ إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس 577.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية