الحج عند الشيعة الإمامية بايجاز وإختصار
الحج
من أعاظم دعائم الاسلام عند الشيعة ، وأهم أركانه ، ويخير تاركه بين أن يموت يهوديا أو نصرانيا . وتركه على حد الكفر بالله كما يشير إليه قوله تعالى : [ ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ] .
وهو نوع من الجهاد بالمال والبدن حقيقة ، بل الحج جهاد معنوي ، والجهاد حج حقيقي ، وبإمعان النظر فيهما يعلم وجه الوحدة بينهما .
وبعد توفر الشرائط العامة في الانسان : كالبلوغ ، والعقل ، والحرية .
وخاصة : كالاستطاعة بوجدان الزاد والراحلة ، وصحة البدن ، وأمن الطريق ، يجب الحج في العمر مرة واحدة فورا.
وهو ثلاثة أنواع :
إفراد : وهو المشار إليه بقوله تعالى : [ ولله على الناس حج البيت ].
وقران : وهو المراد بقوله تعالى : [ وأتموا الحج والعمرة لله ].
وتمتع : وهو المعنى بقوله جل وعلا [ فمن تمتع بالعمرة إلى الحج ].
ولكل واحد منها مباحث وفيرة ، وأحكام كثيرة ، موكولة إلى محالها من الكتب المطولة.
وقد سبرت عدة مؤلفات في الحج لعلماء السنة فوجدتها موافقة في الغالب لأكثر ما في كتب الإمامية ، لا تختلف عنها إلا في الشاذ النادر .
والتزام الشيعة بالحج لا يزال في غاية الشدة ، وكان يحج منهم كل سنة مئات الألوف ، مع ما كانوا يلاقونه من المهالك والأخطار من أناس يستحلون أموالهم ودماءهم وأعراضهم ، ولم يكن شئ من ذلك يقعد بهم عن القيام بذلك الواجب ، والمبادرة إليه ، وبذل المال والنفس في سبيله ، وهم مع ذلك كله ” ويا للأسف ” يريدون هدم الاسلام .