فرية أن النبي (ص) كان يحب اللات والعزى
من افتراءات مصادرهم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان قبل بعثته يحب أصنام قريش اللات والعزى ومناة وهبل، وكان يأكل من لحم القرابين التي تذبح لها وأن زيداً بن عمرو بن نفيل الذي هو ابن عم عمر، كان ينهاه عن ذلك!
ففي مجمع الزوائد:9/417: (باب ماجاء في زيد بن عمرو بن نفيل… قال فمر زيد بن عمرو بالنبي (ص) وزيد بن حارثة، وهما يأكلان من سفرة فدعياه، فقال: يا ابن أخي لاآكل ما ذبح على النصب! قال فما رؤي النبي (ص) يأكل ما ذبح على النصب من يومه ذلك حتى بعث)!! (ورواه البخاري:4/232 ونحوه في: 6/225 وأحمد:1/ 189 و:2/ 68 و89 و127)
وعلى هذه الروايات الصحاح والحسان عندهم يكون زيد بن عمرو بن نفيل أتقى من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى بالنبوة منه، لأنه الوحيد الذي كان على ملة ابراهيم (عليه السلام) وليس نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا أباه وجده عبد المطلب (عليهما السلام)!!
ويكون ابن عمه عمر أيضاً أهلاً للنبوة حيث رووا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.
وأنه قال: لوكان نبي بعدي لكان عمر. وأنه قال: قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر. وأنه قال: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه!
ورووا على لسان علي (عليه السلام) أنه قال: كنا نتحدث إن ملكاً ينطق على لسان عمر.
ووضعوا على لسان ابن مسعود أنه قال: لو وضع علم عمر في كفة وعلم أهل الأرض في كفة لرجح علم عمر).
(راجع الغدير: 6 /331) فالنبوة في الأصل من حق بني عدي ولكن الحظ جعلها لبني هاشم!
وقد تفضلت بعض رواياتهم فاعترفت بشئ للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة وقالت إن خديجة هي التي كانت تعبد اللات والعزى وتحث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عبادتهما، فكان يمتنع من ذلك!
قال أحمد في مسنده:4/222و:5/362: (عن عروة بن الزبير (ابن أخت عائشة) قال: حدثني جار لخديجة بنت خويلد أنه سمع النبي (ص) وهو يقول لخديجة: أي خديجة والله لا أعبد اللات والعزى والله لا أعبد أبداً! قال فتقول خديجة:خل اللات خل العزى. قال: كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون)!! انتهى.
وكل ذلك عملٌ يقصد منه المساس بشخصية النبي وأجداده (صلى الله عليه وآله وسلم) من أجل تكبير شخصية الحاكم وأقاربه!!
أما مصادرنا فقد روت الحقيقة، وهي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يكره الأصنام من صغره، قال الصدوق (قدس سره) في قصة الراهب بحيرى إنه قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ياغلام أسألك عن ثلاث خصال بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتنيها. فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ذكر اللات والعزى وقال: لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئاً كبغضهما، وإنما هما صنمان من حجارة لقومي!
فقال بحيرى: هذه واحدة، ثم قال: فبالله إلا ما أخبرتني.
فقال: سل عما بدا لك فإنك قد سألتني
بإلهي وإلهك الذي ليسكمثله شي. فقال: أسألك عن نومك ويقظتك، فأخبره عن نومه ويقظته وأموره وجميع شأنه، فوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته التي عنده، فانكب عليه بحيرى فقبل رجليه وقال: يابني ماأطيبك وأطيب ريحك، يا أكثر النبيين أتباعاً…الخ.) (كمال الدين:1/184)
الأسئلة
1- هل تعتقدون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعبد الأصنام ويأكل من لحم قرابينها قبل بعثته؟
2- مادمتم تعتقدون أن زيداً بن عمرو بن عم عمر، كان أوعى من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتقى، فلماذا لم يبعثه الله نبياً وبعث الأقل منه درجة؟!
3- عندما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان زيد بن نفيل موجوداً فلماذا لم يسلم؟
أم تعتقدون أنه يوجد أشخاص لايحتاجون إلى نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنهم زيد، ومنهم عمر الذي كان يعترض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويوجهه فينزل الوحي موافقاً لرأي عمر؟!
4- هل تقبلون أحاديث عائشة في حق خديجة (عليها السلام)، مع أن عائشة تصرح بأنها كان تغار منها غيرة عمياء وتكرهها! وهل تقبلون من ذلك أن جبرئيل جاء الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبره أن يبشر خديجة من الله تعالى ببيت في الجنة لا لغو فيه ولا صخب، فجعلته عائشة بيتاً من قصب؟!!.