تفسير قوله تعالى: لسان صدق علياً
السؤال:
ما هو تفسير كلمة ( عَلِيًّا ) من قوله تعالى : ( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) مريم ۵۰ .
الجواب:
أولاً :
ذكر العلامة الطباطبائي في كتابه ( تفسير الميزان ) ۱۴ / ۶۲ حول هذه الآية ما نَصُّه : وقوله : ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) مريم ۵۰ .
اللسان – على ما ذكروا – هو : الذكر بين الناس بالمدح أو الذم ، وإذا أضيف إلى الصدق فهو الثناء الجميل الذي لا كذب فيه .
والعلي هو : الرفيع ، والمعنى : وجعلنا لهم ثناء جميلاً صادقاً رفيع القدر .
ثانياً :
ذكر الشيخ الطبرسي في كتابه ( مجمع البيان ) ۶ / ۴۲۷ حول هذه الآية ما نَصُّه : ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) مريم ۵۰ .
أي : ثناء حسناً في الناس .
عَليَّا : مرتفعاً سائراً في الناس ، وكل أهل الأديان يتَوَلّون إبراهيم وذريته ، ويثنون عليهم ، ويدّعون أنهم على دينهم .
وقيل : معناه : وأعْلَيْنا ذِكرهم بأن محمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وأمته يذكرونَهُم بالجميل إلى قيام القيامة .
وقيل : هو ما يُتلى في التشهد : ( كَمَا صَلَّيتَ على إبراهيمَ وَآلَ إِبرَاهيمَ ) .
ثالثاً :
ذكر الفيض الكاشاني في كتابه ( تفسير الصافي ) ۳ / ۲۸۴ حول هذه الآية ما نَصُّه : ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) مريم ۵۰ .
قيل : الرحمة : النبوة والأموال والأولاد ، وهي عامة في كل خير ديني ودنيوي .
ولسان الصدق : الثناء الحسن ، عَبَّرَ باللِّسان عمَّا يوجد به ، كما يعبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية .
والعلي : المرتفع ، فإن كل أهل الأديان يتَوَلّونه ، ويثنون عليه وعلى ذريته ، ويفتخرون به ، وهي إجابة لدعوته حيث قال : ( وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) الشعراء ۸۴ .
رابعاً :
في كتاب ( الكافي ) : عن الصادق عن أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) : ( لِسَان الصِّدق للمرء يجعله الله في الناس خيرٌ مِن المال ، يَأكُله ويورثُه ) .
خامساً :
ذكر الشيخ القمي في تفسيره ۲ / ۵۱ حول هذه الآية ما نَصُّه : ( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) مريم ۵۰ .
( وَوَهَبْنَا لَهُم ) : يعني لإبراهيم وإسحاق ويعقوب .
( مِّن رَّحْمَتِنَا ) : رسول الله صلى الله عليه وآله .
( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) : يعني : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، حدثني بذلك أبي عن الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) .
ولا يخفى عليكم أن ما ذكره الشيخ القمي من أن المقصود هو أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) من باب التأويل لا من باب التفسير .
أي أنه ( عليه السلام ) المُصداق الأكمل للصدق ، فهو صادق ومُصَدَّق لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .