عدم استرجاع فدك لأهل البيت (عليهم السلام)
السؤال:
لماذا لم يُرجع الإمام عليّ(عليه السلام) فدكاً أيّام خلافته؟
الجواب:
إنّ المطالبة بفدك في فكرتها الأساسية هي للإشارة إلى غصب حقوق أهل البيت(عليهم السلام) على وجه العموم، وليس فقط فيها مطالبات مالية حتّى ترتفع بردّها إلى أهلها.
فالزهراء(عليها السلام) والأئمّة(عليهم السلام) عندما كانوا يشيرون إلى مسألة فدك، كانوا يريدون التصريح والتلويح بالمظالم التي أوردتها الزمرة الغاصبة في سبيل الحصول على الحكم.
ويدلّ على ما قلنا، أنّ الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) صرّح في أيّام خلافته بأنّ الجانب الاقتصادي من فدك، ليس بحدٍّ أن يكون حافزاً وباعثاً لاعتراض أهل البيت(عليهم السلام) في مطالبته: «وما أصنع بفدكٍ وغير فدك»(۱).
وقد صرّحت عدّة روايات بالعلّة التي من أجلها لم يسترجع الإمام(عليه السلام) فدكاً، ومن تلك الروايات:
۱ـ عن أبي بصير، عن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: «قلت له: لِم لَم يأخذ أمير المؤمنين(عليه السلام) فدكاً لمّا ولي الناس، ولأيّ علّة تركها؟
فقال: لأنّ الظالم والمظلوم قد كانا قدما على الله عزّ وجل، وأثاب الله المظلوم، وعاقب الظالم، فكره أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه، وأثاب عليه المغصوب»(۲).
۲ـ عن إبراهيم الكرخي قال: «سألت أبا عبد الله(عليه السلام)، فقلت له: لأيّ علّة ترك أمير المؤمنين فدكاً لمّا ولي الناس؟ فقال: للاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وآله) لمّا فتح مكّة، وقد باع عقيل ابن أبي طالب داره، فقيل له: يا رسول الله ألا ترجع إلى دارك؟
فقال(عليه السلام) : وهل ترك عقيل لنا داراً، إنّا أهل بيت لا نسترجع شيئاً يُؤخذ منّا ظلماً، فلذلك لم يسترجع فدكاً لمّا ولي»(۳).
۳ـ عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه عن الإمام الكاظم(عليه السلام) قال: «سألته عن أمير المؤمنين(عليه السلام) لِم لَم يسترجع فدكاً لمّا ولي الناس؟ فقال: لأنّا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممّن ظلمنا، إلّا هو ـ يعني إلّا الله ـ ونحن أولياء المؤمنين، إنّما نحكم لهم، ونأخذ حقوقهم ممّن ظلمهم، ولا نأخذ لأنفسنا»(۴).
___________________
۱ـ شرح نهج البلاغة ۱۶ /۲۰۸.
۲ـ علل الشرائع ۱ /۱۵۴.
۳ـ المصدر السابق ۱ /۱۵۵.
۴ـ نفس المصدر السابق.