دفن فاطمة الزهراء سرا لا علانية
السؤال:
ما هو الدليل على أن الزهراء ( عليها السلام ) دفنت سرّاً ، وأن لا أحد يعلم محل دفنها ؟
الجواب:
اِعلم أيَّدك الله تعالى أن موضوع دفن سيدة نساء العالمين ( عليها السلام ) سِرّاً هو من الأمور المشهورة ، وإليك ما ذكره الرواة بتعابير مختلفة نحو : دَفَنها سِرّاً ، عَفَّى عَلي موضع قبرها ، غَيَّبوا قبرها ، سَوَّى قبرها مع الأرض مستوياً ، سوَّى حواليها قبوراً مزورة حتى لا يُعرَف قبرها ، وغيرها من العبائر .
ونحن نكتفي بهذا السؤال الوجداني وهو : لماذا اختلف المؤرخون في موضع قبرها ( عليها السلام ) ولم نرى من يعين ذلك لنا بضرس قاطع ، هل لأن الزهراء كانت إلى هذا الحد مجهولة لم يعرفها المسلمون ؟
أم كانت ( عليها السلام ) أقل قدراً من إبراهيم ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والذي يعلم به المسلمون ، أو الصحابيات اللاتي دُفنت في البقيع ويعلم المسلمون بقبورهن ؟
أم أنها ( عليها السلام ) هي التي أوصت أن تُدفن سِرّاً كي يبقى قبرها مجهولا وليكون ذلك دلالة على سخطها على تلك الأمة التي أضيع قدرُها وحقها فيها ، ولم يحفظوا قرابتها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ هي من أهل القربى وممن أمر الله تعالى بمودتهم ، وجعل ذلك أجراً لرسالته.
( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى : ۲۳ .