سورةُ نُوح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ
قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِيعُونِ
يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَ نَهاراً
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً
وَ إِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً
يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً
وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً
ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً
وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً
أَ لَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً
وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً
وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً
ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَ يُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً
وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً
لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً
قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً
وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً
وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً
وَ قَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً
مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً
وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً
سورةُ الجنّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً
وَ أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً
وَ أَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً
وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً
وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً
وَ أَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً
وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً
وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً
وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً
وَ أَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَ مِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً
وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَ لَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً
وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً
وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً
وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً
وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً
وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً
قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً
قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً
قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً
إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً
حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً
عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً
إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَ أَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً
سورةُ المُزّمّل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً
نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً
إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلاً
إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً
وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً
وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً
وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلاً
إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَ جَحِيماً
وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ وَ عَذاباً أَلِيماً
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ وَ كانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً
إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً
فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً
السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَ اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
سورةُ المدَّثِّر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
قُمْ فَأَنْذِرْ
وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ
وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ
وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ
وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ
وَ لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ
فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ
فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ
عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ
ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً
وَ جَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً
وَ بَنِينَ شُهُوداً
وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً
ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ
كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً
إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ
فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ
ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ
ثُمَّ نَظَرَ
ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ
ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ
فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ
إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ
لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ
عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ
وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَ ما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ
كَلاَّ وَ الْقَمَرِ
وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ
وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ
إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ
نَذِيراً لِلْبَشَرِ
لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ
كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ
إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ
فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ
عَنِ الْمُجْرِمِينَ
ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ
قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ
وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ
وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ
حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ
فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ
فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً
كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ
كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ
فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ
وَ ما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ
سورةُ القِيَامَة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ
وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ
بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ
يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ
فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ
وَ خَسَفَ الْقَمَرُ
وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ
يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ
كَلاَّ لا وَزَرَ
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ
يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ
بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
وَ لَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ
فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ
وَ تَذَرُونَ الْآخِرَةَ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ
إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ
وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ
كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ
وَ قِيلَ مَنْ راقٍ
وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ
وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ
فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى
وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى
ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى
ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى
أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً
أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى
ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى
أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى
سورةُ الإنسَان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً
إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً
إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَ أَغْلالاً وَ سَعِيراً
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً
عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً
وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً
إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً
إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً
وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً
مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً
وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً
وَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا
قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً
وَ يُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً
عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً
وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً
وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً
عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً
إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً
وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً
وَ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً
إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَ يَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَ إِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً
وَ ما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً
يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَ الظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً
سورةُ المُرسَلات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً
فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً
وَ النَّاشِراتِ نَشْراً
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً
فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً
عُذْراً أَوْ نُذْراً
إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ
وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ
وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ
وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ
لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
لِيَوْمِ الْفَصْلِ
وَ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ
كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ
فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ
إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ
فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً
أَحْياءً وَ أَمْواتاً
وَ جَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَ أَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ
لا ظَلِيلٍ وَ لا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ
إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ
وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَ الْأَوَّلِينَ
فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ
وَ فَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ
كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
كُلُوا وَ تَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
سورةُ النّبَإ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَساءَلُونَ
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ
الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً
وَ الْجِبالَ أَوْتاداً
وَ خَلَقْناكُمْ أَزْواجاً
وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً
وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً
وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً
وَ بَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً
وَ جَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً
وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَ نَباتاً
وَ جَنَّاتٍ أَلْفافاً
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً
وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً
وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً
إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً
لِلطَّاغِينَ مَآباً
لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً
لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً
إِلاَّ حَمِيماً وَ غَسَّاقاً
جَزاءً وِفاقاً
إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً
وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً
وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً
فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً
حَدائِقَ وَ أَعْناباً
وَ كَواعِبَ أَتْراباً
وَ كَأْساً دِهاقاً
لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا كِذَّاباً
جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً
رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً
ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً
إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
سورةُ النّازِعَات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً
وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً
وَ السَّابِحاتِ سَبْحاً
فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ
تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ
أَبْصارُها خاشِعَةٌ
يَقُولُونَ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ
أَ إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً
قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ
فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ
فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى
إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً
اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى
فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى
وَ أَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى
فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى
فَكَذَّبَ وَ عَصى
ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى
فَحَشَرَ فَنادى
فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولى
إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى
أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها
رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها
وَ أَغْطَشَ لَيْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها
وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها
أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها
وَ الْجِبالَ أَرْساها
مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى
وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى
فَأَمَّا مَنْ طَغى
وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى
وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها
فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها
إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها
إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها
سورةُ عَبَسَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَ تَوَلَّى
أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى
وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى
وَ ما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى
وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى
وَ هُوَ يَخْشى
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى
كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ
فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ
فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ
مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
كِرامٍ بَرَرَةٍ
قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ
ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ
ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ
كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ
أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا
ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا
فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا
وَ عِنَباً وَ قَضْباً
وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلاً
وَ حَدائِقَ غُلْباً
وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا
مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ
فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ
وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ
وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ
ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ
وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ
تَرْهَقُها قَتَرَةٌ
أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ