8%

ذلك وقال لهم : « والله! ما ينتفع بهذا امراؤكم ، وإنّكم لتشقّون به على أنفسكم ، وتشقّون به على آخرتكم. وما أخسر المشقّة وراءها العقاب ، وما أربح الرّاحة معها الأمان من النّار » (1) .

3 ـ من تواضعه أنّه خرج راكبا فسار معه أصحابه ، فالتفت إليهم :

« ألكم حاجة؟ ».

ـ لا ، ولكن نحبّ أن نمشي معك.

فنهاهم عن ذلك ، وأمرهم بالانصراف إلى منازلهم قائلا :

« ارجعوا النّعال خلف أعقاب الرّجال مفسدة لقلوب النّوكى (2) » (3) .

حقّا إنّ هذه الأخلاق أخلاق الأنبياء العظام وأوصياءهم ، وقد مثّلها بسيرته وسلوكه سيّد الأوصياء وإمام المتّقين والأخيار ، وذكر الرواة صورا مشرقة بالشرف والكرامة من تواضعه أيام خلافته نعرض لها عند البحث عن حكومته.

عيادته المرضى :

من معالي أخلاق الإمام عليه‌السلام عيادته للمرضى ، وكان يحفّز أصحابه على ذلك ، ويحثّهم على هذه الظاهرة ، فقد قال لهم : « من أتى أخاه المسلم يعوده مشى في خرافة الجنّة (4) ، فإذا جلس غمرته الرّحمة » (5) .

__________________

(1) المناقب 1 : 372.

(2) النوكى : الحمقى.

(3) ربيع الأبرار 4 : 131.

(4) خرافة الجنّة : ثمارها.

(5) ربيع الأبرار 4 : 127.