8%

وكان عليه‌السلام إذا علم أنّ أحدا من أصحابه مريض بادر لعيادته ، وهذه بعض زياراته لهم :

1 ـ عاد شخصا من أصحابه ، ولمّا استقرّ به المجلس قال له :

« جعل الله ما كان من شكواك حطّا لسيّئاتك ، فإنّ المرض لا أجر فيه ، ولكنّه يحطّ السّيّئات ، ويحتّها حتّ الأوراق. وإنّما الاجر في القول باللّسان ، والعمل بالأيدي والأقدام » (1) .

2 ـ عاد الإمام عليه‌السلام صاحبه وصديقه صعصعة بن صوحان ، فقال له الإمام :

« والله ما علمتك إلاّ خفيف المئونة ، حسن المعونة ».

فأجابه صعصعة :

ـ وأنت يا أمير المؤمنين ، إنّ الله في عينك لعظيم ، وإنّك بالمؤمنين لرحيم ، وإنّك بكتاب الله لعليم.

ولمّا أراد الإمام عليه‌السلام الخروج قال لصعصعة :

« يا صعصعة ، لا تجعل عيادتي فخرا على قومك ، فإنّ الله تعالى لا يحبّ كلّ مختال فخور » (2) .

إنّ جميع ألوان الفخر والمظاهر الزائفة التي يعنى بها الناس قد سحقها الإمام عليه‌السلام ولم يحفل بأي شيء منها.

كراهته للمدح :

كان الإمام عليه‌السلام يسأم المدح والإطراء ، وكان يقول لمن أطراه : « أنا دون ما تقول ، وفوق ما في نفسك » ، وإذا أطرى عليه رجل قال : « اللهمّ إنّك أعلم بي منه ،

__________________

(1) ربيع الأبرار 4 : 131.

(2) المصدر السابق : 132.