8%

فقال النبيّ : « يا أنس ، افتح له الباب » ، ففتحت الباب فدخل ، فلمّا رآه تبسّم ثمّ قال : « الحمد لله الّذي جاء بك فإنّي أدعو في كلّ لقمة أن يأتيني الله بأحبّ الخلق إليه وإليّ ، فكنت أنت » ، فقال : « والّذي بعثك بالحقّ إنّي لأضرب الباب ثلاثا ويردّني أنس » ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنس : « لم رددته؟ » قلت : كنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار ، فتبسّم النبيّ ، وقال : « ما يلام الرّجل على حبّ قومه » (1) .

إنّ حديث الطائر المشوي من أوثق الأحاديث النبوية ، وقد تمسّكت به الشيعة في الاستدلال على أحقّية الإمام للخلافة ؛ لأنّ أحبّ الناس إلى الله تعالى إنّما هو أفضلهم وأتقاهم وأعلمهم ، فلا بدّ أن يكون أحقّ الناس بالخلافة (2) ، وذلك لتوفّر هذه الصفات فيه.

13 ـ إطاعة الإمام إطاعة للرسول :

وأكّد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في كثير من أحاديثه أنّ طاعة الإمام إطاعة لله تعالى ولرسوله كان منها هذا الحديث :

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليّا فقد أطاعني ، ومن عصى عليّا فقد عصاني » (3) .

14 ـ من أحبّ عليّا فقد أحبّ الله :

وتظافرت الأخبار عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في أنّ من أحبّ الإمام عليه‌السلام فقد أحبّ الله تعالى ، وهذه طائفة من الأخبار متقاربة المعنى وهي :

__________________

(1) ذخائر العقبى : 61 ، وقريب منه في : تاريخ بغداد 3 : 171. اسد الغابة 4 : 30. كنز العمّال 6 : 406. صحيح الترمذي 2 : 299.

(2) دلائل الصدق 2 : 43.

(3) مستدرك الحاكم 3 : 124.