فقال النبيّ : « يا أنس ، افتح له الباب » ، ففتحت الباب فدخل ، فلمّا رآه تبسّم ثمّ قال : « الحمد لله الّذي جاء بك فإنّي أدعو في كلّ لقمة أن يأتيني الله بأحبّ الخلق إليه وإليّ ، فكنت أنت » ، فقال : « والّذي بعثك بالحقّ إنّي لأضرب الباب ثلاثا ويردّني أنس » ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأنس : « لم رددته؟ » قلت : كنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار ، فتبسّم النبيّ ، وقال : « ما يلام الرّجل على حبّ قومه » (1) .
إنّ حديث الطائر المشوي من أوثق الأحاديث النبوية ، وقد تمسّكت به الشيعة في الاستدلال على أحقّية الإمام للخلافة ؛ لأنّ أحبّ الناس إلى الله تعالى إنّما هو أفضلهم وأتقاهم وأعلمهم ، فلا بدّ أن يكون أحقّ الناس بالخلافة (2) ، وذلك لتوفّر هذه الصفات فيه.
وأكّد النبيّ صلىاللهعليهوآله في كثير من أحاديثه أنّ طاعة الإمام إطاعة لله تعالى ولرسوله كان منها هذا الحديث :
قال صلىاللهعليهوآله : « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليّا فقد أطاعني ، ومن عصى عليّا فقد عصاني » (3) .
وتظافرت الأخبار عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في أنّ من أحبّ الإمام عليهالسلام فقد أحبّ الله تعالى ، وهذه طائفة من الأخبار متقاربة المعنى وهي :
__________________
(1) ذخائر العقبى : 61 ، وقريب منه في : تاريخ بغداد 3 : 171. اسد الغابة 4 : 30. كنز العمّال 6 : 406. صحيح الترمذي 2 : 299.
(2) دلائل الصدق 2 : 43.
(3) مستدرك الحاكم 3 : 124.