16%

الحمد فأدفعه إليك ، وأنت تذود النّاس عن حوضي » (1) .

د ـ روى أبو هريرة أنّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا رسول الله ، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ ».

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها ، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه النّاس ، وأنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السّماء » (2) .

وهذه الكرامة لم يظفر بها أي أحد من الاسرة النبويّة ولا غيرها من بقيّة الصحابة.

3 ـ الإمام قسيم الجنّة والنار :

من الأوسمة الشريفة التي قلّدها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى باب مدينة علمه الإمام عليه‌السلام أنّه قسيم الجنّة والنار ، فقد روى ابن حجر أنّ الإمام عليه‌السلام قال لأعضاء الشورى الذين انتخبهم عمر : « انشدكم بالله ، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ ، أنت قسيم الجنّة والنّار يوم القيامة غيري؟ » ، فقالوا : اللهمّ لا. وعلّق ابن حجر على هذا الحديث بقوله : معناه ما روي عن الإمام الرضا عليه‌السلام أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له ـ أي للإمام ـ : أنت قسيم الجنّة والنار في يوم القيامة ، تقول للنار هذا لي ، وهذا لك (3) .

ومن المؤكّد أنّه لم ينل أحد من أولياء الله ، قبل الإسلام وبعده ، مثل ما ناله الإمام من هذه الكرامة التي لا حدود لأبعادها ، لقد حباه الله تعالى بذلك تقديرا لجهوده وجهاده في سبيل الإسلام ، ونكرانه لذاته ، وتفانيه في خدمة الحقّ.

4 ـ الاجتياز على الصراط بإجازة من الإمام :

وثمّة مكرمة اخرى حباها الله تعالى لسيّد الوصيّين وإمام المتّقين الإمام أمير

__________________

(1) كنز العمّال 6 : 400.

(2) مجمع الزوائد 9 : 173.

(3) الصواعق المحرقة : 75.