16%

ولا بدّ لنا من وقفة قصيرة للتأمّل والنظر في هذا الحديث سندا ودلالة :

سند الحديث : أمّا هذا الحديث فهو من أوثق الأحاديث النبوية في سنده ، وقد نقل المناوي عن السمهودي أنّه قال : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة كلّهم قد رووا هذا الحديث (1) .

وقال ابن حجر : ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بعض وعشرين صحابيا (2) ، ولا يخامر أي باحث شكّ في صحّة الحديث وسلامته من الوضع والضعف.

دلالة الحديث : أمّا دلالة الحديث ومفاده فهي عصمة أهل البيت من كلّ إثم ورجس ، فقد قرنهم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكتاب العزيز ، فكما أنّ الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فكذلك العترة ، وإلاّ لما صحّت المقارنة بينهما ، فالحديث يدلّ ـ بوضوح ـ على عصمة أهل البيت عليهم‌السلام ، ومن الطبيعي أنّ أي انحراف في سلوك أهل البيت يعدّ افتراقا عن الكتاب العزيز ، وقد صرّح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعدم افتراقهما حتى يردا عليه الحوض.

إنّ البحث عن معطيات هذا الحديث الشريف يستدعي وضع كتاب خاصّ فيه ، وقد عرض جماعة من العلماء إلى البحث عنه بصورة موضوعيّة وشاملة (3) .

حديث السفينة :

روى أبو سعيد الخدري قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إنّما مثل أهل بيتي

__________________

(1) فيض القدير 3 : 14.

(2) الصواعق المحرقة : 36.

(3) عرض لذلك الإمام شرف الدين في المراجعات : 49. الحجّة السيّد الحكيم في الاصول العامّة : 164 ، وألّفت دار التقريب في القاهرة رسالة خاصّة في هذا الحديث عرضت فيه لرواته وسنده.