16%

وسائل القوّة ، كما أجمعت على تعذيب من آمن به من شبابهم ونسائهم وأرقّائهم والمستضعفين منهم ، وقد اتّخذوا من الاجراءات القاسية ضدّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه ما يلي :

1 ـ إغراء صبيانهم بمحاربة النبيّ :

وأوعزت قريش إلى صبيانهم بمحاربة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلقاء الحجارة والتراب والرماد عليه ، وإنّما عمدت لذلك لتعتذر من أبي طالب حامي النبيّ ، والمدافع عنه ، وتنفي عنها المسئولية وتلقيها على أطفالهم وصبيانهم الذين لا يعقلون ، ولا يؤاخذون بشيء من أعمالهم ، وقد تصدّى لأولئك الصبيان الإمام عليه‌السلام ، وكان في سنّه المبكّر قويّ الساعدين ، يحمل عليهم بعنف وقسوة فيوجعهم لكما وضربا ، فإذا خرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله سار الإمام خلفه ، فإذا رأوه فرّوا منهزمين إلى آبائهم وامّهاتهم يسايرهم الرعب والخوف من الإمام.

2 ـ اتّهام النبيّ بالجنون :

من الوسائل التي لجأت إليها قريش في محاربة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رميه بالجنون لأنّه جاءهم بشريعة مجافية لعقولهم التي ران عليها الجهل وخيّم عليها الشرك.

لقد اتّهموه بالجنون ، وهو العقل المدبّر للإنسانية ، والدماغ المفكّر الذي استوعب بوعي جميع قضايا الإنسان ووضع لها الحلول الحاسمة ، لقد اتّهموه بذلك لإفشال دعوته ، وصدّ الجماهير من اعتناقها ، وقد باءوا بالفشل والخزي ، وسارت دعوة الرسول كالضوء ، فقد آمنت كوكبة من الشباب بالدعوة المباركة ، ووقفوا قوّة ضاربة لحمايتها.

3 ـ اتّهامه بالسحر :

وأشاعت قريش أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ساحر وأنّه غير مرسل من السماء وقد