وما كان لي أن أنسى » (1) .
من ألقابه الكريمة ( المرتضى ) لقّب بذلك لأنّ الله ارتضاه وصيّا للنبيّ وخليفة له من بعده ، أو لأنّ الله تعالى ارتضاه لسيّدة النساء زهراء الرسول زوجا (2) .
لقّب الإمام بذلك لأنّه كان ذا صلعة ليس في رأسه شعر إلاّ من خلفه ، وكان عظيم البطن ولكن بلا بطنة. يقول الجواهري في جوهرته التي رثى بها أبا الأحرار الإمام الحسين عليهالسلام :
فيا بن البطين بلا بطنة | و يا ابن الفتى الحاسر الأنزع (3) |
سأل رجل عبد الله بن عباس حبر الامّة ، فقال له : اخبرني عن الأنزع البطين فقد اختلف الناس فيه؟ فأجابه ابن عبّاس : أيّها الرجل ، والله لقد سألت عن رجل ما وطئ الحصى بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل منه ، وإنّه لأخو رسول الله ، وابن عمّه ووصيّه وخليفته على امّته ، وانّه الأنزع من الشرك ، بطين من العلم ، ولقد سمعت رسول الله يقول : « من أراد النّجاة غدا فليأخذ بحجزة هذا الأنزع ـ يعني الإمام » (4) .
أمّا الإمام فهو من أشرف الناس بحسبه ومثله وورعه وتقواه ، وقد آمن بذلك
__________________
(1) تفسير الطبري 29 : 35. الكشّاف 4 : 600 في تفسير الآية 13 من سورة الحاقّة. كنز العمّال 6 : 108. الدرّ المنثور 8 : 267.
(2) ذخائر العقبى : 32. كنز العمال 6 : 152.
(3) ديوان الجواهري 3 : 235.
(4) حياة أمير المؤمنين عليهالسلام : 45.