8%

الخلصة وذو الكنى وذو الشرى والأقيصر ونهم وسمير وغيرها (1) ، وكان زعيم تلك الأصنام ( هبل ) وهو إله أبي سفيان أبو معاوية وجدّ يزيد ، وكان من نحاس ، وقد اوتد بأوتاد من حديد ، فصعد الإمام على منكبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فعالجه حتى تمكّن من قلعه ورمى به إلى الأرض والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يتلو قوله تعالى :

( قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) (2) .

ثمّ قذف الإمام ببقيّة الأصنام وبذلك تطهّر البيت الحرام من أصنام قريش وأوثانها ، فقد حطّمها بطل الإسلام وقائد المسيرة الإسلامية نحو التحرّر ، وقد تفتّحت آفاق الفكر العربي وانتبه الناس إلى ضلالها. يقول زيد بن نوفل :

تركت اللاّت والعزّى جميعا

كذلك يفعل الجلد الصّبور

فلا العزّى ادين ولا ابنتيها

ولا صنمي بني غنم أزور

ولا هبلا أزور وكان ربّا

لنا في الدّهر إذ حلمي صغير (3)

نقش خاتم الإمام :

ولشدّة تعلّق الإمام عليه‌السلام بالله تعالى فقد كتب على خاتمه « الله الملك » (4) .

اجتنابه للخضاب :

ولم يخضب الإمام عليه‌السلام كريمته الشريفة لقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله له : « إنّها تخضّب من دم رأسه » (5) ، لقد آثر الخضاب بدم رأسه الشريف في سبيل الله تعالى.

__________________

(1) مستدرك الحاكم 2 : 366.

(2) مستدرك الحاكم 2 : 366 ، الإسراء : 81.

(3) القاموس الإسلامى 4 : 347.

(4) جواهر المطالب : 295.

(5) وسائل الشيعة 1 : 499.