7%

83 ـ ومن خطبة له عليه السّلام

وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له : الأوّل لا شىء قبله ، والآخر لا غاية له ، لا تقع الأوهام له على صفة ، ولا تقعد القلوب منه على كيفيّة(1) ولا تناله التّجزئة والتّبعيض ، ولا تحيط به الأبصار والقلوب

منها : فاتّعظوا عباد اللّه بالعبر النّوافع ، واعتبروا بالآى السّواطع(2) وازدجروا بالنّذر البوالغ(3) وانتفعوا بالذّكر والمواعظ ، فكأن قد علقتكم مخالب المنيّة ، وانقطعت منكم علائق الأمنيّة ، ودهمتكم مفظعات الأمور(4) والسّياقة إلى الورد المورود(5) وكلّ نفس معها سائق وشهيد : سائق يسوقها إلى محشرها ، وشاهد يشهد عليها بعملها

ومنها فى صفة الجنة :

درجات متفاضلات ، ومنازل متفاوتات ، لا ينقطع نعيمها ، ولا يظعن

__________________

(10 ـ ن ـ ج ـ 1) بالأتية والرضيخة ولاية مصر

(1) تقعد : مجاز عن استقرار حكمها ، أى : ليست له كيفية فتحكم بها.

(2) الآى : جمع آية ، وهى الدليل. والسواطع : الظاهرة الدلالة

(3) البوالغ : جمع البالغة غاية البيان لكشف عواقب التفريط. والنذر : جمع نذير ، بمعنى الانذار ، أو المخوف ، والمراد إنذار المنذرين

(4)المفظعات : من «أفظع الأمر» إذا اشتد ، ويقال : أفظع الرجل ـ مبنيا للمجهول ـ إذا نزلت به الشدة

(5)الورد ـ بالكسر ـ الأصل فيه الماء يورد للرى ، والمراد به الموت أو المحشر