7%

ولا أدعى ـ مع ذلك ـ أنى أحيط باقطار جميع كلامه عليه السلام(1) حتى لا يشذ عنى منه شاذ ، ولا يند ناد. بل لا أبعد أن يكون القاصر عنى فوق الواقع إلىّ ، والحاصل فى ربقتى دون الخارج من يدى(2) وما علىّ إلا بذل الجهد ، وبلاغ الوسع ، وعلى اللّه سبحانه وتعالى نهج السبيل(3) ورشاد الدليل ، إن شاء اللّه. ورأيت من بعد تسمية هذا الكتاب ب‍ «نهج البلاغة» إذ كان يفتح للناظر فيه أبوابها ، ويقرب عليه طلابها ، فيه حاجة العالم والمتعلم ، وبغية البليغ والزاهد. ويمضى فى أثنائه من الكلام فى التوحيد والعدل ، وتنزيه اللّه سبحانه وتعالى عن شبه الخلق ، ما هو بلال كل غلة(4) وجلاء كل شبهة ومن اللّه سبحانه أستمد التوفيق والعصمة ، وأتنجز التسديد والمعونة ، وأستعيذه من خطأ الجنان ، قبل خطأ اللسان ، ومن زلة الكلام ، قبل زلة القدم وهو حسبى ونعم الوكيل.

باب المختار من خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره

. ويدخل فى ذلك المختار من كلامه الجارى مجرى الخطب فى المقامات المحصورة ، والمواقف المذكورة والخطوب الواردة

__________________

(1) أقطار الكلام : جوانبه. والناد. المنفرد.

(2) الربقة : عروة حبل يجعل فيها رأس البهيمة.

(3) نهج السبيل : إبانته وإيضاحه.

(4)الغلة : العطش ، وبلالها : ما تبل به وتروى