الّتى جعلتها قرارا للأنام ، ومدرجا للهوامّ والأنعام ، وما لا يحصى ممّا يرى وممّا لا يرى ، وربّ الجبال الرّواسى الّتى جعلتها للأرض أوتادا وللخلق اعتمادا(1) ـ إن أظهرتنا على عدوّنا فجنّبنا البغى ، وسدّدنا للحقّ ، وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشّهادة واعصمنا من الفتنة.
أين المانع للذّمار(2) والغائر عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ؟! العار وراءكم ، والجنّة أمامكم.
167 ـ ومن خطبة له عليه السّلام(3)
الحمد للّه الّذى لا توارى عنه سماء سماء(4) و لا أرض أرضا
منها : وقد قال قائل : إنّك على هذا الأمر يا ابن أبى طالب لحريص!
__________________
(1) «اعتمادا» أى : معتمدا ، أى : ملجأ يعتصمون بها إذا طردتهم الغارات من السهول ، وكما هى كذلك للانسان هى أيضا للحيوانات تعتصم بها
(2) الذمار ـ ككتاب ـ : ما يلزم الرجل حفظه من أهله وعشيرته ، والغائر : من «غار على امرأته أو قرينته» أن يمسها أجنبى ، والحقائق : وصف لا اسم ، يريد النوازل الثابتة التى لا تدفع ، بل لا تقلع إلا بعازمات الهمم ، و «من أهل الحفاظ» : بيان للمانع والغائر ، والحفاظ. الوفاء ورعاية الذمم
(3) قيل : قال على عليه السلام هذا الكلام يوم السقيفة بعد موت النبى صلى اللّه عليه وسلم ، والذى قال له «إنك على هذا الأمر لحريص» هو أبو عبيدة بن الجراح ، وقيل : بل قال هذا الكلام بعد مقتل عمر عند الشورى ، والقائل له «إنك ـ الخ» صعد بن أبى وقاص
(4) لا توارى : لا تحجب