7%

رهبة وخوفا. فالطّير مسخّرة لأمره ، أحصى عدد الرّيش منها والنّفس ، وأرسى قوائمها على النّدىّ واليبس(1) ، وقدّر أقواتها ، وأحصى أجناسها :

فهذا غراب ، وهذا عقاب ، وهذا حمام ، وهذا نعام. دعا كلّ طائر باسمه ، وكفل له برزقه ، وأنشأ السّحاب الثّقال فأهطل ديمها(2) وعدّد قسمها ، فبل الأرض بعد جفوفها ، وأخرج نبتها بعد جدوبها.

181 ـ ومن خطبة له عليه السّلام

فى التوحيد ، وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة [غيرها] ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقته أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه(3) . كلّ معروف بنفسه مصنوع(4) ، وكلّ

__________________

(1) المراد من الندى هنا : مقابل اليبس ـ بالتحريك ـ فيعم الماء ، كأنه يريد أن اللّه جعل من الطير ما تثبت أرجله فى الماء ، ومنه من لا يمشى إلا فى الأرض اليابسة

(2) الهطل ـ بالفتح ـ : تتابع المطر والدمع ، والديم ـ كالهمم ـ جمع ديمة : وهى مطر يدوم فى سكون بلا رعد ولا برق ، و «تعديد القسم» إحصاء ما قدر منها لكل بقعة. و «جدوب الأرض» : يبسها لاحتجاب المطر عنها

(3) صمده : قصده ، وبابه نصر

(4) أى : كل معروف الذات بالكنه مصنوع ، لأن معرفة الكنه إنما تكون بمعرفة أجزاء الحقيقة. فمعروف الكنه مركب ، والمركب مفتقر فى الوجود لغيره ، فهو مصنوع.