«لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشىٰ »
207 ـ ومن خطبة له عليه السّلام
اللّهمّ أيّما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة ، والمصلحة غير المفسدة ، فى الدّين والدّنيا فأبى بعد سمعه لها إلاّ النّكوص عن نصرتك ، والإبطاء عن إعزاز دينك ، فإنّا نستشهدك عليه بأكبر الشّاهدين شهادة(1) ، ونستشهد عليه جميع من أسكنته أرضك وسمواتك ، ثمّ أنت بعده المغنى عن نصره ، والآخذ له بذنبه
208 ـ ومن خطبة له عليه السّلام
الحمد للّه العلىّ عن شبه المخلوقين(2) الغالب لمقال الواصفين ، الظّاهر بعجائب تدبيره للنّاظرين ، والباطن بجلال عزّته عن فكر المتوهّمين ، العالم بلا اكتساب ، ولا ازدياد ، ولا علم مستفاد ، المقدّر لجميع الأمور بلا رويّة ولا ضمير ، الّذى لا تغشاه الظّلم ، ولا يستضىء بالأنوار ، ولا يرهقه ليل(3)
__________________
(1) أكبر الشاهدين هو النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم أو القرآن ، وفى رواية «نستشهدك عليه يا أكبر الشاهدين شهادة» وهى عندى أليق وأنسب لما بعده
(2) شبه ـ بالتحريك ـ أى : مشابهة
(3) رهقه ـ كفرح ـ غشيه