7%

لامع كثير البرق ، فأبان له الطّريق ، وسلك به السّبيل ، وتدافعته الأبواب إلى باب السّلامة ، ودار الإقامة ، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه فى قرار الأمن والرّاحة : بما استعمل قلبه ، وأرضى ربّه

216 ـ ومن كلام له عليه السّلام

[قاله] بعد تلاوته : «أَلْهٰاكُمُ اَلتَّكٰاثُرُ حَتّٰى زُرْتُمُ اَلْمَقٰابِرَ »(1)

يا له مراما ما أبعده(2) وزورا ما أغفله ، وخطرا ما أفظعه ، لقد استخلوا منهم أىّ مدّكر(3) وتناوشوهم من مكان بعيد!! أ [ف‍] بمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون؟! يرتجعون منهم أجسادا خوت(4) و حركات

__________________

السالك يتنقل من مقام عرفان وفضل إلى مقام آخر من مقامات الكمال ، وهذا هو التدافع من باب إلى باب حتى يصل إلى أعلى ما يمكن له ، وهناك سعادته ومقر نعيمه الأبدى.

(1) ألهاه عن الشىء : صرفه عنه باللهو ، أى : صرفكم عن اللّه اللهو بمكاثرة بعضكم لبعض وتعديد كل منكم مزايا أسلافه حتى بعد زيارتكم المقابر.

(2) المرام : الطلب ، بمعنى المطلوب ، والزور ـ بالفتح ـ : الزائرون ، وهم يرومون نيل الشرف بمن تقدمهم ، وتلك غفلة ، فانما ينالون الشرف مما يكون من موجباته فى ذواتهم ، فما أبعد ما يرومون بغفلتهم

(3) «استخلوهم» أى : وجدوهم خالين ، والمدكر : الادكار ، بمعنى الاعتبار ، أى : خلوا أسلافهم من الاعتبار ، ثم قلب المعنى فى عبارة الامام ، فكان أخلوا الأدكار من آبائهم ، مبالغة فى تقريعهم حيث أخلوهم منه وهو محيط بهم ، و «أى» صفة محذوف تقديره مدكرا ، وتناوشوهم : تناولوهم بالمفاخرة من مكان بعيد عنها

(4) خوت : سقط بناؤها وخلت من أرواحها