7%

رطوبة لسانه فكم من مهمّ من جوابه عرفه فعىّ عن ردّه(1) ، ودعاء مؤلم بقلبه سمعه فتصامّ عنه : من كبير كان يعظّمه ، أو صغير كان يرحمه ، وإنّ للموت لغمرات هى أفظع من أن تستغرق بصفة ، أو تعتدل على قلوب أهل الدّنيا(2)

217 ـ ومن كلام له عليه السّلام

قاله عند تلاوته : «رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَلاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ » إنّ اللّه سبحانه [وتعالى] جعل الذّكر جلاء القلوب(3) ، تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به بعد العشوة ، وتنقاد به بعد المعاندة ، وما برح للّه ـ عزّت آلاؤه ـ فى البرهة بعد البرهة وفى أزمان الفترات(4) عباد ناجاهم فى فكرهم ، وكلّمهم فى ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظة فى الأبصار والأسماع والأفئدة(5) يذكّرون بأيّام اللّه ، ويخوّفون مقامه ، بمنزلة الأدلّة فى الفلوات(6) ، من أخذ

__________________

(1) عى : عجز لضعف القوة المحركة للسان.

(2) «تعتدل» أى : تستقيم عليها بالقبول والادراك ، أى : لغفلتهم عنها لا تتناسب عند عقولهم فيدركوها

(3) الذكر : استحضار الصفات الآلهية ، والوقرة : ثقل فى السمع. والعشوة : ـ مثلثة العين ـ ضعف البصر

(4) الفترة بين العملين. زمان بينهما يخلو منهما ، والمراد أزمنة الخلو من الأنبياء مطلقا ، و «ناجاهم» أى : خاطبهم بالالهام

(5) استصبح : أضاء مصباحه ، أى : أضاء مصباح الهدى لهم بنور اليقظة فى أبصارهم الخ

(6) الفلوات : المفازات والقفار واحدها فلاة