7%

يا ابن عبّاس ، ما يريد عثمان إلاّ أن يجعلنى جملا ناضحا بالغرب(1) أقبل وأدبر : بعث إلىّ أن أخرج ، ثمّ بعث إلىّ أن أقدم ، ثمّ هو الآن يبعث إلىّ أن أخرج ، واللّه لقد دفعت عنه حتّى خشيت أن أكون آثما

239 ـ ومن كلام له عليه السّلام

يحث أصحابه على الجهاد

واللّه مستأديكم شكره(2) ومورثكم أمره ، وممهلكم فى مضمار محدود(3) لتتنازعوا سبقه. فشدّوا عقد المآزر(4) و اطووا فضول الخواصر [و] لا تجتمع

__________________

(1) نضح الجمل الماء ـ من باب نفع ـ حمله من بئر أو نهر ليسقى به الزرع فهو ناضح ، والأنثى ناضحة بالهاء ، سمى ناضحا لأنه ينضح العطش ، أى : يبله بالماء الذى يحمله ، هذا أصله ، ثم استعمل الناضح فى كل بعير وإن لم يحمل الماء ، وفى الحديث «أطعمه ناضحك» أى : بعيرك ، والجمع نواضح. والغرب ـ بفتح فسكون ـ : الدلو العظيمة ، والكلام تمثيل للتسخير

(2) مستأديكم : طالب منكم أداء شكره ، وأمره : سلطانه فى الأرض يورثه الصالحين المحافظين على رعاية أوامره ونواهيه

(3) «ممهلكم» أى : معطيكم مهلة فى مضمار الحياة المحدود بالأجل ، وأصل المضمار : المكان تضمر فيه الخيل ، أى : تحضر للسباق ، «لتتنازعوا» أى : تتنافسوا فى سبقه ، والسبق ـ بالتحريك ـ : الخطر يوضع بين المتسابقين يأخذه السابق منهم ، وهو هنا الجنة

(4) العقد : جمع عقدة ، والمآزر : جمع مئزر ، وشد عقد المآزر : كناية عن الجد والتشمير : فان من شد العقدة أمن من انحلالها فيمضى فى عمله غير خائف ، و «اطووا فضول الخواصر» أى : ما فضل من مآزركم يلتف على أقدامكم فاطووه حتى تخفوا فى العمل ، ولا يعوقكم شىء عن الاسراع فى عملكم