14%

كثيرة المجتنى ، تروى بها القيعان(1) وتسيل البطنان(2) ، وتستورق الأشجار ، وترخص الأسعار ، إنّك على ما تشاء قدير.

140 ـ ومن كلام له عليه السّلام

بعث [اللّه] رسله بما خصّهم به من وحيه ، وجعلهم حجّة له على خلقه ، لئلاّ تجب الحجّة لهم بترك الإعذار إليهم ، فدعاهم بلسان الصّدق إلى سبيل الحقّ. ألا إنّ اللّه قد كشف الخلق كشفة(3) لا أنّه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم ومكنون ضمائرهم ، ولكن ليبلوهم أيّهم أحسن عملا ، فيكون الثّواب جزاء ، والعقاب بواء(4) أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون فى العلم دوننا؟ كذبا وبغيا علينا أن رفعنا اللّه ووضعهم(5) و أعطانا وحرمهم ،

__________________

(1) جمع قاع : الأرض السهلة المطمئة قد انفرجت عنها الجبال والآكام

(2) جمع بطن : بمعنى ما انخفض من الأرض فى ضيق

(3) كشف الخلق : علم حالهم فى جميع أطوارهم

(4) بواء : مصدر «باء فلان بفلان» أى : قتل به مكافئا له ومناظرا ، وقالت ليلى الأخيلية : ـ

فان تكن القتلى بواء فانكم

فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر

وتقول : أبأت القاتل بالقتيل ، واستبأته ، إذا قتلته به ، وفى أمثالهم «باءت عرار بكحل» والعقاب : القصاص

(5) « أن رفعنا» هنا حرف جر محذوف ، أى : لأن رفعنا ، وهو يتعلق بقوله «بغيا علينا»