7%

منها : وما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة ، فاتّقوا البدع ، والزموا المهيع(1) إنّ عوازم الأمور أفضلها(2) وإنّ محدثاتها شرارها.

142 ـ ومن كلام له عليه السّلام

لعمر بن الخطاب ، وقد استشاره فى غزو الفرس بنفسه

إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلّة ، وهو دين اللّه الّذى أظهره ، وجنده الّذى أعدّه وأمدّه ، حتّى بلغ ما بلغ وطلع حيثما طلع ، ونحن على موعود من اللّه ، واللّه منجز وعده ، وناصر جنده. ومكان القيّم بالأمر(3) مكان النّظام من الخرز : يجمعه ويضمّه ، فإذا انقطع النّظام تفرّق الخرز وذهب ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبدا.(4) و العرب اليوم وإن كانوا قليلا

__________________

(1) المهيع ـ كالمقعد ـ الطريق الواضح ، مأخوذ من قولهم «أرض هيعة» أى : مبسوطة واسعة ، والميم فى أوله زائدة ، بدليل سقولها فيما ذكرنا

(2) عوازم الأمور : ما تقادم منها وكانت عليه ناشئة الدين ، من قولهم «ناقة عوزم» كجعفر ـ أى : عجوز فيها بقية شباب ، وقال الراجز : ـ

لقد غدوت خلق الثياب

أحمل عدلين من التراب

لعوزم وصبية سغاب

فآكل ولا حس وآبى

وفوعل يجمع على فواعل ، مثل دورق ودوارق وهوجل وهواجل ، ويجوز أن تكون «عوازم» جمع عازمة بمعنى معزوم عليها ـ أى : مقطوع معلوم على وجه اليقين أنها صحيحة ـ مثل عيشة راضية ، والأول أظهر ، وإن كان مجىء فاعل بمعنى مفعول كثيرا فى الكلام المستعمل الفصيح

(3) القيم بالأمر : هو القائم به ، يريد الخليفة ، والنظام : السلك ينظم فيه الخرز

(4) تقول «أخذته كله بحذافيره» أى : بأصله ، وأصل الحذافير أعالى الشىء