الحقّ من الباطل ، يموجون فيها موجا ، ويمرجون فيها مرجا(1) ، فلا تكوننّ لمروان سيّقة(2) يسوقك حيث شاء بعد جلال السّنّ ، وتقضّى العمر!! فقال له عثمان رضى اللّه عنه : كلم الناس فى أن يؤجلونى حتى أخرج إليهم من مظالمهم ، فقال عليه السلام :
ما كان بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك إليه.
163 ـ ومن خطبة له عليه السّلام
يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس
ابتدعهم خلقا عجيبا من حيوان وموات(3) ، وساكن وذى حركات ، فأقام من شواهد البيّنات على لطيف صنعته وعظيم قدرته ما انقادت له العقول معترفة به ، ومسلّمة له ، ونعقت فى أسماعنا دلائله على وحدانيّته(4) و ما ذرأ
__________________
(1) المرج : الخلط والتلبيس ، وفعله «مرج» مثل فرح. ومنه قولهم الهرج والمرج ، وإسكان راء المرج للازدواج
(2) السيقة ـ ككيسة ـ : ما استاقه العدو من الدواب ، وكان مروان كاتبا ومشيرا لعثمان ، وقوله «بعد جلال السن» يجوز أن يكون «جلال» مفتوح الجيم بمعنى العظمة ويجوز أن يكون مضموم الجيم بمعنى العظيم والجليل ، صفة مشبهة مثل شجاع وطوال وإضافته حينئذ من باب إضافة الصفة للموصوف
(3) الموات ـ بفتح الميم ـ ما لا حياة فيه. ويقولون «أرض موات» يريدون أنها قفر لا يسكنها أحد. والساكن ههنا مثل الأرض والجبال ، وإن كانت لهما حركة و «ذو الحركات» مثل النار والماء الجارى والحيوان
(4) نعقت : من «نعق بغنمه» كمنع ـ صاح والمراد أن دلائل ربوبيته ، وآيات