7%

الثّقل النادح عن الأعناق(1) .

162 ـ ومن خطبة له عليه السّلام

فى أول خلافته

إنّ اللّه تعالى أنزل كتابا هاديا بيّن فيه الخير والشّرّ ، فخذوا نهج الخير تهتدوا ، واصدفوا عن سمت الشّرّ تقصدوا(2) ، الفرائض الفرائض! أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة. إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، وأحلّ حلالا غير مدخول(3) وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها ، وشدّ بالإخلاص والتّوحيد حقوق المسلمين فى معاقدها(4) فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلاّ بالحقّ. ولا يحلّ أذى المسلم إلاّ بما يجب ، بادروا أمر العامّة وخاصّة أحدكم وهو الموت(5) فإنّ النّاس أمامكم ، وإنّ السّاعة تحدوكم من خلفكم. تخفّفوا

__________________

(1) الفادح : من «فدحه الدين» إذا أثقله

(2) صدف : أعرض ، والسمت : الجهة ، وتقصدوا : تستقيموا

(3) معيب

(4) أى : جعل الحقوق مرتبطة بالاخلاص والتوحيد لا تنفك عنه ، ومعاقد الحقوق : مواضعها من الذمم.

(5) بادره : عاجله ، أى : عاجلوا أمر العامة بالاصلاح لئلا يغلبكم الفساد فتهلكوا ، فاذا انقضى عملكم فى شؤون العامة فبادروا الموت بالعمل الصالح كيلا يأخذكم على غفلة فلا تكونوا منه على أهبة ، وفى تقديم الامام أمر العامة على أمر الخاصة دليل على أن الأول أهم ، ولا يتم الثانى إلا به. وهذا ما تضافرت عليه الأدلة الشرعية وإن غفل عنه الناس فى أزماننا هذه «7 ـ ن ـ ج ـ 2»