3%

إلا نبأتكم بناعقها وسائقها ، ولو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومدخله وجميع شأنه. فقال : فكم فى رأسى طاقة شعر؟ فقال له : أما والله انى لأعلم ذلك ؛ ولكن أين برهانه لو أخبرتك به! ولقد أخبرتك بقيامك ومقالك ، وقيل لى ان على كل شعرة من شعر رأسك ملكا يلعنك وشيطانا يستفزك ، وآية ذلك أن فى بيتك سخلا يقتل ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويحض على قتله.

فكان الأمر بموجب ما أخبر بهعليه‌السلام ، كان ابنه حصين بالصاد المهملة يومئذ طفلا صغيرا يرضع اللبن ، ثم عاش الى أن صار على شرطة عبيد الله بن زياد ، وأخرجه عبيد الله الى عمر بن سعد ، يأمره بمناجزة الحسينعليه‌السلام ويتوعّده على لسانه إن أرجأ ذلك ، فقتلعليه‌السلام صبيحة اليوم الذي ورد فيه الحصين بالرسالة فى ليلته ، ومن ذلك قولهعليه‌السلام للبراء بن عازب يوما : يا براء ، أيقتل الحسين وأنت حىّ فلا تنصره! فقال البراء : لا كان ذلك يا أمير المؤمنين! فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام كان البراء يذكر ذلك ؛ ويقول : أعظم بها حسرة! إذ لم أشهده وأقتل دونه!(١)

باب امتناعهعليه‌السلام عن البيعة

١ ـ الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمىرحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن عمر البغدادى الحافظرحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبى إسحاق السبيعى قاضى بلخ ، قال حدّثتنى مريسة بنت موسى بن يونس بن أبى إسحاق وكانت عمّتى قالت حدّثتنى صفية بنت يونس بن

__________________

(١) شرح النهج : ١٠ / ١٤.