3%

مكّة يريد المدينة.

فقال له : أين تريد؟ قال الحسين : أمّا الآن فمكّة قال : فخار الله لك ، غير انّى أحبّ أن أشير عليك برأى قال الحسين : وما هو؟ قال : إذا أتيت مكّة فأردت الخروج منها الى بلد من البلدان ، فايّاك والكوفة ، فإنّها بلدة مشئومة ، بها قتل أبوك ، وبها خذل أخوك ، واغتيل بطعنة(١) .

١٦ ـ الحافظ ابن عساكر : قال أحمد بن سليمان ، وأنبأنا الزبير ، حدّثنى محمّد ابن فضالة ، عن أبى مخنف قال : حدّثنى عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، عن أبى سعيد المقبرى قال : والله لرأيت الحسين وإنّه ليمشى بين رجلين يعتمد على هذا مرّة وعلى هذا مرّة وعلى هذا أخرى ، حتّى دخل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول :

لا ذعرت السوام فى غبش الصبح

مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم أعطى مخافة الموت ضيما

والمنايا ترصدننى أن أحيدا

قال : فعلمت عند ذلك أنّه لا يلبث الّا قليلا حتّى يخرج ، فلمّا لبث أن خرج حتّى لحق بمكّة(٢) .

٣٢ ـ باب ما جرى لهعليه‌السلام بمكّة المكرّمة

١ ـ قال الشيخ المفيد : لمّا دخل الحسينعليه‌السلام مكّة كان دخوله إيّاها ليلة الجمعة لثلث مضين من شعبان دخلها وهو يقرأ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) ثمّ نزلها ، فأقبل أهلها يختلفون إليه ، ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق وابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبة ، وهو قائم يصلّى

__________________

(١) الاخبار الطوال : ٢٢٨.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٩٥.