ينسربوا ، وانّ عبيد الله أمر أن يطلب المختار وعبد الله بن الحارث ، وجعل فيهما جعلا ، فأتى بهما فحبسا(١) .
٣٥ ـ باب خروجهعليهالسلام الى العراق
١ ـ قال المفيد : توجّه الحسين صلوات الله عليه من مكّة الى العراق فى يوم خروج مسلم بالكوفة وهو يوم التروية ، بعد مقامه بمكّة بقيّة شعبان وشهر رمضان وشوّالا وذا القعدة ، وثمان ليال خلون من ذى الحجّة سنة ستين وكان قد اجتمع إليهعليهالسلام مدّة مقامه بمكّة نفر من أهل الحجاز ، ونفر من أهل البصرة انضافوا الى أهل بيته ومواليه.
لمّا أراد الحسينعليهالسلام التوجّه الى العراق طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة وأحلّ من احرامه وجعلها عمرة ، لأنّه لم يتمكّن من تمام الحجّ مخافة ان يقبض عليه بمكّة فينفذ به الى يزيد بن معاوية ، فخرجعليهالسلام مبادرا بأهله وولده ، ومن انضم إليه من شيعته ولم يكن خبر مسلم قد بلغه لخروجه فى يوم خروجه(٢) ،
٢ ـ عنه قال : كان الحسين بن علىعليهماالسلام ، لمّا خرج من مكّة اعترضه يحيى بن سعيد بن العاص ، ومعه جماعة أرسلهم عمرو بن سعيد إليه ، فقالوا له انصرف الى أين تذهب ، فأبى عليهم ، ومضى وتدافع الفريقان واضطربوا بالسّياط ، وامتنع الحسين وأصحابه منهم امتناعا قويّا وسار حتّى أتى التنعيم ، فلقى عيرا قد أقبلت من اليمن ، فاستأجر من أهلها جمالا لرحله وأصحابه.
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٨١.
(٢) الارشاد : ٢٠٠.