3%

١٠ ـ قال سبط ابن الجوزى : أما الحسينعليه‌السلام : فانّه خرج من مكّة ، سابع ذى الحجة سنة ستّين ، فلمّا وصل بستان بنى عامر ، لقى الفرزدق الشاعر ، وكان يوم التروية ، فقال له الى أين يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الموسم ، قال لو لم أعجل لاخذت أخذا ، فأخبرنى يا فرزدق عمّا ورائك فقال تركت الناس بالعراق قلوبهم معك وسيوفهم مع بنى أميّة فاتّق الله فى نفسك وارجع.

فقال له : يا فرزدق إنّ هؤلاء ، قوم لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد فى الارض ، وابطلوا الحدود ، وشربوا الخمور ، واستأثروا فى أموال الفقراء والمساكين ، وأنا أولى من قام بنصرة دين الله ، واعزاز شرعه ، والجهاد فى سبيله ، لتكون كلمة الله هى العلياء ، فأعرض عنه الفرزدق وسار(١) .

٢ ـ لقائهعليه‌السلام مع عبد الله بن مطيع

١١ ـ قال الدينورى : سار الحسينعليه‌السلام من بطن الرمة ، فلقيه عبد الله بن مطيع ، وهو منصرف من العراق ، فسلّم على الحسين ، وقال له : بأبى أنت وأمّى يا ابن رسول الله ، ما أخرجك من حرم الله وحرم جدّك؟ فقال : انّ أهل الكوفة كتبوا الىّ يسألوننى أن أقدم عليهم ، لما رجوا من احيا ، معالم الحقّ ، واماتة البدع ، قال له ابن مطيع : أنشدك الله أن لا تأتى الكوفة ، فو الله لئن أتيتها لتقتلنّ ، فقال الحسينعليه‌السلام :( لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا ) ثمّ ودّعه ومضى(٢) .

١٢ ـ قال الطبرى ثمّ أقبل الحسين سيرا الى الكوفة ، فانتهى الى ماء من مياه

__________________

(١) تذكره الخواص : ٢٤٠.

(٢) الاخبار الطوال : ٢٤٦.