6%

يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "(١) أعاذنا الله وإخواننا من الزيغ عن الحق، والنكوب عن الهدى، والاقتحام في غمرات الضلالة والردى بإحسانه إنه كان بالمؤمنين رحيما.

باب - ٨: ما روى في أن الله لا يخلى أرضه بغير حجة

من ذلك:

١ - ما روي من كلام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لكميل بن زياد النخعي المشهور حيث قال: أخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بيدي وأخرجني إلى الجبان(٢) ، فلما أصحر تنفس الصعداء(٣) ، ثم قال - وذكرالكلام بطوله حتى انتهى إلى قوله - " اللهم بلى ولا تخلو الارض من حجة قائم لله بحجته إما ظاهر معلوم، وإما خائف مغمور(٤) ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته - في تمام الكلام ".

أليس في كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام " ظاهر معلوم " بيان أنه يريد المعلوم الشخص والموضع؟ وقوله: " وإما خائف مغمور " أنه الغائب الشخص، المجهول الموضع؟ والله المستعان.

٢ - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل ; و سعدان بن إسحاق ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد القطواني قالوا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سلام، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق

____________________

(١)الانعام: ١١٢.

(٢)الجبان كالجبانة - بفتح الجيم وشد الباء الموحدة -: المقبرة.

(٣) " أصحر " أى صارفى الصحراء، وتنفس الصعداء - بضم الصاد المهملة، وفتح العين المهملة ممدودا - اى تنفس تنفسا طويلا.

(٤)المغمور من الغمر، أى غمره الظلم حتى غطاه، أو المقهور المستور المجهول الخامل الذكر.

(*)