ألا إنها أضوء من الشمس لاتخفى على بر ولا فاجر، أتعرفون الصبح؟ فإنها كالصبح ليس به خفاء ".انظروا - رحمكم الله - إلى هذا التأديب من الائمةعليهمالسلام وإلى أمرهم ورسمهم في الصبر والكف والانتظار للفرج، وذكرهم هلاك المحاضير والمستعجلين وكذب المتمنين، ووصفهم نجاة المسلمين، ومدحهم الصابرين الثابتين، وتشبيههم إياهم(١) على الثبات بثبات الحصن على أوتادها، فتأدبوا - رحمكم الله - بتأديبهم، وامتثلوا أمرهم، وسلموا لقولهم، ولا تجاوزوا رسمهم، ولا تكونوا ممن أردته الهواى والعجلة، ومال به الحرص عن الهدى والمحجة البيضاء، وفقنا الله وإياكم لما فيه السلامة من الفتنة، وثبتنا وإياكم على حسن البصيرة، وأسلكنا وإياكم الطريق المستقيمة الموصلة إلى رضوانه المكسبة سكنى جنانه مع خيرته وخلصائه بمنه وإحسانه.
باب - ١٢: ما يلحق الشيعة من التمحيص والتفرق والتشتت عند الغيبة
حتى لا يبقى على حقيقة الامر الا الاقل الذى وصفه الائمةعليهمالسلام :
١ - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج ; وعن علي بن رئاب، عن أبي عبداللهعليهالسلام أنه قال: لما بويع لامير المؤمنينعليهالسلام بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب خطبة ذكرها(٢) يقول فيها: " ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيهصلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) والذي
____________________
(١)في بعض النسخ " نسبهم اياهم ".
(٢)الضمير في " ذكر " لابى عبداللهعليهالسلام .
(٣)اى ابتلاءكم واختباركم قد عادت، فإن النبىصلىاللهعليهوآله قد بعث في زمان ألف الناس بالباطل وجروا عليه، ونشأوا فيه من عبادة الاصنام وعادات الجاهلية، ثم الناس بعد الرسول " ص " رجعوا عن الدين القهقرى إلى سنن الكفر ونسوا سنن النبى " ص " وألفوا البدع والاهواء، فلما أراد أميرالمؤمنينعليهالسلام ردهم إلى الحق قامت الحروب وعظمت الخطوب، فعاد الزمان كما كان قبل البعثة مثل ما كان في قصة صلاة التراويح وغيرها.
(*)