6%

كل من ادعي أو ادعى له مرتبة القائم ومنزلته، وظهر قبل مجئ هذه العلامات، لا سيما وأحواله كلها شاهدة ببطلان دعوى من يدعى له، ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يطلب الدنيا بالز خارف في الدين، والتمويه على ضعفاء المرتدين، ولا يسلبنا ما منحنا به من نور الهدى وضيائه، وجمال الحق وبهائه بمنه وطوله.

باب - ١٥: ما جاء في الشدة التى تكون قبل ظهور صاحب الحقعليه‌السلام

١ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفى، عن موسى بن بكر، عن بشير النبال ; وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى العلوي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن بشير بن أبى أراكة النبال - ولفظ الحديث على رواية ابن عقده - قال: لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبى جعفر الباقرعليه‌السلام فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب، فجلست حيال الدار، فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة(١) وأقبل نحوي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل العراق، قال: من أيها؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: من صحبك في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثه، فقال: وما المحدثة؟ قلت: المرجئة(٢) ، فقال: ويح هذه المرجئه إلى من يلجؤون غدا إذا قام قائمنا؟ قلت: إنهم يقولون: لو قد كان ذلك كنا وأنتم في العدل سواء، فقال: من تاب تاب الله عليه، ومن أسر نفاقا فلا يبعد الله غيره، ومن أظهر شيئا أهرق الله

____________________

(١)كذا في النسخ وفى البحار أيضا، والمظنون أن الصواب " فترك البغلة ".

(٢)اريد بالمرجئة قوم اختاروا من عند أنفسهم رجلا بعد النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله وجعلوه رئيسا لهم ولم يقولوا بعصتمه عن الخطأ، وأوجبوا طاعته في كل ما يقول، وانما عبر عنهم بالمرجئة لانهم زعموا أن الله تعالى أخر نصب الامام ليكون نصبه باختيار الامة ; وقد يطلق المرجئ على الحروى والقدرى.

(*)