9%

توضيح :

خطابهعليه‌السلام  في هذا الدعاء بعضه متوجه إلى الهلال ، ومختص به ، كقولهعليه‌السلام  : « جعلك مفتاح شهر حادث » وقولهعليه‌السلام  : « أنْ يجعلك هلال بركة ، وهلال أمن ، وهلال سعد ».

و بعضه متوجه إلى جرم القمر ، كقولهعليه‌السلام  : « وامتهنك بالزيادة والنقصان » ، فإن الهلال وإن حصل له الزيادة لكن لا يحصل له النقصان.

و أما إطلاق الهلال عليه في ليلتي ست وعشرين ، وسبع وعشرين ـ كما ذكره صاحب القاموس(١) ـ فالظاهر أنّه مجاز كما مرّ(٢) ، وعلى تقدير أن يكون حقيقة فليس هوالمخاطب بذلك قطعاً.

وكقولهعليه‌السلام  « والإنارة والكسوف » فإنّ الكسوف لا يكون بشيء من معنييه للهلال.

و يمكن أن قولهعليه‌السلام  : « المتردد في منازل التقدير » مما يتوجه إلى جرم القمر أيضاً. لا الهلال لأن الجمع المضاف يفيد العموم ، والهلال ـ وان كان يقطعها بأجمعها أيضاً ـ إلّا أنّ الظاهر أن مرادهعليه‌السلام  قطعها في كلّ شهر.

ثم لا استبعاد في أن يكون بعض تلك الفقر مقصوداً بها بعض الجرم أعني الهلال ، وبعضها مقصوداً بها كله.

ويمكن أن يجعل المقصود بكل الفقر كلّ الجرم ، بناء على [٣٣ / ] أنْ يراد من الهلال جرم القمر في الليالي الثلاث الأول ، لا المقدار الذي يرى منه مضيئاً فيها ، كما أنّ البدر هو جرم القمر ليلة الرابع عشر لا المقدار المرئي منه فيها.

وهذا وإن كان لا يخلو من بعد إلّا أنه يصير به الخطاب جارياً على وتيرة

________________________

(١) القاموس المحيط ٤ : ٧١ مادة « هلل » ، وأنظر صحيفة ١ من كتابنا هذا.

(٢) أنظر صحيفة : ٦٥ من كتابنا هذا.