25%

وفي الثامن لردّ مَن تمسّك بأنّا في غيبة صاحبنا ساوينا السبائية وإلكيسانيّة و..، وفي التاسع لردّ من ادّعى تناقض غيبة الإمام مع إيجاب الإمامة وأنّ فيها مصلحة للانام، وفي العاشر لردّ مَن تمسّك بان الخلق كيف يعرفه إذا ظهر والمعجز مخصوص بالأنبياء.

فتعرض الشيخ المفيد لردّ كلّ هذه الشبهات، واعتمد في ردّه على: الآيات القرآنية، والحكم والقصص الواردة عن الانبياء والحكماء، والأمثلة التي يقبلها كلّ ضمير حيّ، ودراسة تاريخية كاملة لذاك الزمان وملوكه، واعتمد على الأدلّة العقلية، شأنه شأن الكتب الكلاميّة العميقة.

فيعدّ كتابه هذا من الكتب الكلاميّة ذات البحث العميق والعبارة الدقيقة الصعبة، فالقارئ يحتاج إلى الوقوف على عباراته واحدة بعد أُخرى والتأمّل فيها ليصل إلى ما يقصده المؤلّف.

(4)

تاريخ تأليف الكتاب

يوجد في هذا الكتاب نصّان نستفيد منهما تاريخ تأليف الكتاب.

احدهما: في مقدمة الكتاب وعند استعراضه للفصول نستفيد حين يصل لفهرست الفصل السادس، يقول:... إلى وقتنا هذا وهو سنة عشرة واربعمائة.

والآخر: في الفصل السادس، يقول: وإلى يومنا هذا وهو سنة احد عشر واربعمائة.

فمن هذين النصّين نفهم أنه بدأ بالتأليف في أواخر سنة اربعمائة وعشر، وانهى الكتاب في سنة أحد عشر واربعمائة، وذلك لصغر حجم الكتاب.

* * *