3%

٤ - الخطبة (٨) و من كلام لهعليه‌السلام يعني به الزبير في حال اقتضت ذلك:

يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ بَايَعَ بِيَدِهِ وَ لَمْ يُبَايِعْ بِقَلْبِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْبَيْعَةِ وَ اِدَّعَى اَلْوَلِيجَةَ فَلْيَأْتِ عَلَيْهَا بِأَمْرٍ يُعْرَفُ وَ إِلاَّ فَلْيَدْخُلْ فِيمَا خَرَجَ مِنْهُ أقول: الذي وقفت عليه كون العنوان كلام الحسنعليه‌السلام ابنهعليه‌السلام ، ففي (جمل المفيد): لمّا تقرّر في الجمل أمر الكتائب في الفريقين، و قام ابن الزبير خطيبا في ذمّ أمير المؤمنينعليه‌السلام و تهمته بقتل عثمان، و بلغهعليه‌السلام ذلك، قال للحسن ابنهعليه‌السلام : قم يا بني فاخطب، فقام فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال: أيّها الناس قد بلغتنا مقالة ابن الزبير، و قد كان أبوه و اللّه يتجنّى على عثمان الذنوب، و قد ضيّق عليه البلاد حتى قتل، و إن طلحة راكز رايته على بيت ماله و هو حيّ.

و أمّا قوله: إنّ عليّا ابتز النّاس أمرهم، فإن أعظم حجّته لأبيه زعم أنّه بايعه بيده و لم يبايعه بقلبه، فقد أقرّ بالبيعة و ادّعى الوليجة، فليأت على ما ادّعاه ببرهان و أنّى له ذلك( ١ ) ؟

و قال ابن أبي الحديد عند قولهعليه‌السلام (فتداكوا عليّ): قال الزبيريّون عبد اللّه بن مصعب، و الزبير بن بكار و من وافقهم من تيم بن مرة عصبية لطلحة:

إنّهما بايعا مكرهين، و إنّ الزبير كان يقول: بايعت و اللجّ أي: سيف الأشتر في قفّي أي: عنقي( ٢) .

قلت: كون بيعة الزبير و السيف في عنقه، رواية السيف الوضّاع، و إن صاحب السيف كان حكيم بن جبلة لا الأشتر، ففي رواية له: جاء حكيم بن

____________________

(١) الجمل للمفيد: ٣٢٧ ٣٢٢.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ٤: ٧.