2%

مثاله: لا يختلف ذلك بين ما إذا كان خبراً مُنفرِداً أو عدَّة أخبار، ولا يختلف في القاعدة بين أن يكون مُستفادة من الكتاب أو السنَّة أو غيرهما.

المصدر الثاني: الخبر الذي يوجَد له معارض ينقل خلافه، وذلك فيما إذا وجِد لدينا خبران ينقلان حادثة مُعيَّنة بشكلين مُتغايرين، أو ينقلان حادثتين مُتنافيتين، ونحو ذلك.

وفي مثل ذلك، إذا كان أحد طرفي المعارضة - أعني أحد الخبرين - راجحاً على صاحبه، كما لو كان مُستفيضَ النقل، أو موافقاً مع القواعد العامة أو الشواهد الأُخرى، أخذنا به وطرحنا الآخر، وإن لم يكن هناك رجحان في أحد الطرفين سقط كلاهما عن إمكان الإثبات التاريخي، وقد فصَّلنا القول في ذلك التمهيد الذي عقدناه لـ ( تاريخ الغيبة الصغرى )(1) فلا حاجة إلى الإطالة فيه.

المصدر الثالث: المصدر الذي لا يوجد له مؤيِّد ولا مُفنِّد، ممَّا لم يروِه الثقات، ولا ارتباط له بالقواعد العامة بشكل مُباشر، لتدلّ على صحّته أو نفيه، فإنَّه بطيعة الحال لا يصلح للإثبات التاريخي بهذا الصدد، ويُرفَض هذا المصدر إلى جنب المصدرين السابقين، يمكن ملاحظة أنَّ الروايات الناقلة لحوادث اليوم الموعود، قد تخلصَّت ممَّا يحتمل أن يتطرَّق إليها من دسٍّ، أو يحزم حولها من وهمٌ أو يكتنف حقلها من أساطير، وبذلك تكون مصادرنا المـُعتمدة واضحة لا غبار عليها، وصالحة لعرض الفكرة المهدوية تجاه العالم.

الجهة الثالثة: في الصعوبات التي يواجهها هذا البحث.

وهي صعوبات عديدة، اقتضتها ظروفها ومصالحها الخاصة والعامة، على ما سنرى.

ولا بدّ في المقام من أن نستثني ما ذكرناه من الصعوبات في تاريخ ( الغيبة الصغرى )، ممَّا يعود إلى التاريخ بشكل عام(2) وإلى الروايات الواردة في المهدي بشكل خاص(3) ، فإنَّها صعوبات شاملة لهذا التاريخ، وقد ذلَّلناها هناك.

ونقتصر هنا على الصعوبات التي يختص بها هذا التاريخ، وهي قد تتَّحد مع تلك الصعوبات أحياناً في العنوان، إلاَّ أنَّها من حيث الفكرة والأهمِّيَّة تختلف عن سابقاتها، كما

____________________

(1) انظر ص28 وما بعدها وص46 وما بعدها.

(2) ص24 وما بعدها إلى عدَّة صفحات.

(3) ص42 وما بعدها إلى عدَّة صفحات.