5%

الأُطروحة الثالثة: أن نفترض أنَّ (كرعة) عبارة أُخرى عن (مكَّة المـُكرَّمة)، بنحو المجاز أو الرمز.

وأمَّا التعبير عن مكّة المـُكرَّمة بالقرية، فباعتبار التعبير عنها بذلك في عدَّة آيات من القرآن الكريم... كما لا يخفى على القارئ.

غير أنَّ أيّاً من هذه الأُطروحات لا تخلو من الخدشة والإشكال، ممَّا نُحيله على ذكاء القارئ، ولا حاجة إلى الدخول في تفاصيله... بعد أن عرفنا سقوطها عن الإثبات التاريخي.

الزاوية الثالثة: إنَّنا لو سلَّمنا بقابلية تلك الرواية للإثبات، ونفينا تلك الأُطروحات في الجمع ما بينهما... فإنَّنا سنواجه المـُعارضة بين هذه الرواية وروايات ظهوره في مكَّة وفي المسجد الحرام بين الركن والمقام... وهي روايات عديدة مرويَّة عن جماعة من الرواة من الفريقين؛ فتكون مُتقدِّمة في الإثبات على تلك الرواية بطبيعة الحال.

الجهة السادسة: إنَّ المهدي (ع) بعد أن ينتهي من خطابه، يبدأ بأخذ البيعة من أنصاره ومؤيِّديه.

وقد دلَّت على ذلك عدَّة روايات، نذكر أهمَّها؛

أخرج الصدوق في إكمال الدين(1) ، بسنده عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (ع): ( إنَّ أول مَن يُبايع القائم ( عليه السلام ) جبرئيل ( عليه السلام )... ) الحديث.

وأخرج النعماني(2) ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (ع) في حديث أنَّه قال: (... لكأنَّي أنظر إليه بين الركن والمقام يُبايع الناس... ) الحديث.

وأخرج روايات أُخرى بنفس هذا المضمون(3) .

____________________

(1) انظر المصدر المخطوط.

(2) ص139.

(3) انظر ص102 وص141.