2%

عن أبي داود، والترمذي، وأحمد. ونقله السيوطي(1) ، عن أحمد، وابن أبي شيبة، وابن ماجة، ونعيم ابن حمَّاد في الفتن، وأخرجه القندوزي في الينابيع أيضاً(2) .

وفي بعض الروايات تشبيهه بموسى بن عمران (ع) من هذه الناحية.

روى القطب الراوندي(3) مُرسلاً، قال: قال محمد بن علي التقيِّ الجواد لعبد العظيم الحسني:

(المهدي... من ولدي، وإن الله يصلح أمره في ليلة، كما أصلح أمر كليمه موسى (ع) حيث ذهب ليقتبس لأهله ناراً ).

والمراد من إصلاحه أو إصلاح أمره توفير النصر لديه، أو إيجاد المقدِّمات الواضحة للنصر. قالوا في اللغة: صلح ضدَّ فسُد، أو زال عنه الفساد، يُقال: صلحت حال فلان، وأصلحه بعد فساد أقامه(4) .

فالمهدي (ع) بعد أن كان في حال غيبته وتنكُّر، وكان أعزلاً عن السلاح بعيداً عن الحُكم، يُصبح بين عشيَّة وضحاها، في ليلة واحدة، مُنتصراً فائزاً قائداً، له من العدّة والعدد ما يستطيع به السيطرة على العالم بأسرع وقت وأسهل سبيل.

وأول وأهمُّ خطوة لهذا النصر هو اجتماع أصحابه الخاصِّين حوله ومُبايعتهم له، وهو يحدث في ليلة واحدة، هو نفس المساء الذي يخطب فيه بين الركن والمقام، وهذا صحيح على كلا الأُطروحتين: الإعجازية والطبيعية لاجتماعهم... فإنَّهم يجتمعون في تلك اللحظة حوله على أيِّ حال.

إذن؛ فاجتماع أصحابه هو الشيء الرئيسي المـُشار إليه في هذا الحديث الشريف، بصفته أول مراحل تصاعد الانتصار التدريجي السريع، بما فيه اجتماع عشرة آلاف نفس في الأيام القليلة القادمة، قبل الخروج من مكَّة.

الجهة الثانية: عرفنا تقدُّم حكم السفياني وتهديده للإمام المهدي (ع) بالقتل، والخسف بالجيش الذي يُرسله، تقدُّم كل ذلك على الظهور، حتى جُعِل الخسف من علامات الظهور للمهدي (ع)، كما سمعناه في هذا الكتاب وسابقه(5) .

____________________

(1) ج2 ص124.

(2) ص519 ط النجف.

(3) الخرايج والجرايح ص199.

(4) أقرب الموارد، مادَّة: صلح: ج2ص656.

(5) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ص599.