2%

الفصل الأول

ارتباط الظهور بالتخطيط الإلهي العام

يكون التخطيط الإلهي العام المـُنتِج لشرائط الظهور، قد انتهى، وتكلَّل بنتيجه الكبرى، وهو حصول اليوم الموعد.

وحاصل الفكرة التي فصَّلناها في التاريخ السابق(1) : إنَّنا - انطلاقاً من قوله تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (2) - نفهم أنَّ الغرض الإلهي الأسمى من إيجاد الخليقة، وإمدادها بالإدراك والاختيار، هو التوصُّل بها إلى الكمال، وهو تمحيض العبادة الحقيقة لله تعالى، والغرض الإلهي لا يمكن أن يتختلَّف.

وقد ذكرنا هناك معنى العبادة الحقيقية(3) ... وبرهنَّا(4) على أنَّ وجود هذا الهدف يتوقَّف على عدَّة شرائط، هي كما يلي:

أولاً: وجود الأُطروحة العادلة الكاملة المـُبلِّغة إلى البشر من قبل الله تعالى؛ لتكون هي القانون السائد في المجتمع.

ثانياً: وجود القيادة الحكيمة التي يقوم بتطبيق تلك الأُطروحة في اليوم الموعود.

ثالثاً: وجود العدد الكافي من المـُخلِصين المؤازرين للقائد بتطبيقه العالمي المنشود.

أمَّا الشرط الأول: فقد خطَّط الله تعالى لإيجاده وتربية البشرية عليه. ضمن خَطِّ الأنبياء الطويل، حتى تكلَّل هذا التخطيط بالنجاح بانجاز هذا الشرط ضمن الأُطروحة الإسلامية المـُبلَّغة من قِبَل خاتم الأنبياء (ع).

وقد سبق هناك أن برهنَّا أنَّ الأُطروحة

____________________

(1) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ص 233 وما بعدها إلى عدّة صفحات.

(2) الذاريات: 56.

(3) تأريخ الغيبة الكبرى ص234

(4) المصدر 476 وما بعدها.