2%

وجواب ذلك: إنَّ تلك الروايات واضحة جدَّاً في نقصان الأنفس، وهذه الرواية ليست بهذا الوضوح لتكون قرينة على فَهْم الروايات الأخرى؛ إذ من المـُحتمل أنَّ هذه الرواية تريد بيان نقصان الإيمان فقط، كما هو المراد السؤال، ومن المـُحتمل أنَّها تريد نقص الإيمان والأنفس فقط معاً، فكأنَّما تقول: لا يزال الناس ينقصون إيماناً حتى لا يُقال: الله. ومعه تكون القرينة المذكورة في السؤال، بدون موضوع.

الضمان الثالث: لانتصار الإمام المهدي (ع).

توفير جماعة من المـُخلصين الكافين للقيام بمهامِّ الفتح العالمي، وتنفيذ الغرض الإلهي الأعلى من خَلْقِ الخليفة، وقد عرفنا كيف خطَّط الله تعالى لوجودهم، في ضمن الفترة الطويلة المـُتخلِّلة بين صدر الإسلام والظهور، كما عرفنا أعدادهم وسمعنا الروايات الواردة في أسمائهم، إلى غير ذلك من التفاصيل.

والمـُهمُّ الآن، هو كيف ننظر إلى أمور أُخرى من خصائصهم وصفاتهم، لم نكن قد سمعناها، من حيث إيمانهم وشجاعتهم وإخلاصهم للمهدي (ع) وطاعتهم له، وحُسن انقيادهم لقيادته، لنعرف في النتيجة كفايتهم لفتح العالم، وكون هذه الأوصاف تُشكِّل ضماناً أساسياً للنجاح في الثورة، بشكل غير مُتوفِّر في أيِّ جيش.

وينبغي أن نتكلَّم عن ذلك ضمن عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: ثبت من التجارب الكثيرة التي عاشتها الجيوش خلال الحروب: أنَّ النصر منوط عادة بصفات مُعيَّنة لا بدَّ أن يتَّصف بها أفراد الجيش؛ لكي يكونوا أكثر إقداماً وأسرع نصراً.

وتتلخَّص هذه الأوصاف بالأمور التالية.

الأمر الأول: الإيمان بالهدف، فكلَّما كان الجيش أوعى لهدفه كان أقرب إلى النجاح، وأمَّا إذا لم يكن يفهم لنفسه هدفاً، وإنَّما يُساق سوق الأغنام إلى ساحة القتال، فسوف تكون فرصة الفوز من هذه الناحية قد فاتت بشكل مؤسِف.

الأمر الثاني: الشعور بالمسؤولية تجاه الهدف، وأنَّه هدف مُهمٌّ يتوقَّف تحقيقه على مسعاه ومسعى غيره من الناس، وأنَّه هدف لا يتحقَّق إلاَّ ببذل النفس والنفيس في سبيله.

وإذ يكون الجندي على مستوى المسؤولية والإخلاص، فإنَّه يكون لا محالة مُقْدِماً