2%

النهار، وأمَّا سائر الجيش فهم يقومون بالجهاد الواجب عليهم في الشريعة العادلة الكاملة، ومن أجل أتعابهم يتركون المـُستحبَّ وهو التهجُّد في الليل، ولا يُناسب تعبهم البدني ودرجة وعيهم الديني أن يجدوا النشاط الكافي للجمع بين العبادة والجهاد.

ومن هنا؛ ينقسم أصحاب الإمام المهدي (ع) إلى قسمين: مُتهجدين، وغير مُتهجدين.

كما انقسم أصحاب رسول الله (ص) كذلك، كما قال الله تعالى:( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ... ) (1) .

والذين مع النبي (ص) يومذاك، هم جماعة المسلمين قبل الهجرة، فلم يكونوا كلهم مُتهجِّدين، وإنَّما كان النبي (ص) مع طائفة منهم مُتهجِّداً... بالرغم من أنَّهم جميعاً كانوا على مستوى الشجاعة في تحمُّل أذى قريش واضطهادهم للمسلمين، كذلك سيكون الإمام المهدي (ع) مع طائفة من أصحابه مُتهجِّداً، بالرغم من أنَّهم جميعاً على مستوى الشجاعة في تحمُّل الجهاد وفتح العالم بالعدل، لا تأخذهم في الله لومة لائم.

الجهة الخامسة: شجاعتهم:

هم الركن الشديد الذين تمنَّاه لوط النبي (ع) ضدَّ الكفَّار والمـُنحرفين من قومه، قلوبهم كزُبر الحديد، وكالحجر، وإنَّ الواحد منهم أجرأ من ليثٍ وأمضى من سنان، ويُعطى قوَّة أربعين رجلاً، لو مرُّوا بالجبال لتكدكت يتمنّون أن يُقتلوا في سبيل الله.

إلى غير ذلك من الأوصاف، وقد تكرَّر الكثير منها في عدد من الروايات.

وزُبر الحديد، بضم الأول وفتح الثاني، جمع زبرة، وهي القطعة منه، قال الله تعالى:( ... آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ... ) (2) ، أي قطع الحديد.

والتشبيه للقلب بقطع الحديد وبالحجز لمزيد التأكيد على عظمة الشجاعة والجرأة، وعدم تطرُّق الخوف والتلكُّؤ على القلب، أعني وجدان الإنسان وفكره.

____________________

(1) 73/20. (2) 18/96.