قيادته. فهم ( أطوع له من الأَمَة لسيدها )، كيف لا، مع أنَّهم يرون به الإمام القائد نحو العدل الكامل والنفع البشري العام؟!
تعرَّضت هذه الروايات وغيرها إلى شعارهم، فيحسن بنا الآن أن نحمل عنه فكرة كافية... وإن كان استطراداً بالنسبة إلى موضوع هذا الفصل.
ذكرت رواية ابن طاووس في الفتن: أنَّ شعارهم: ( أمِتْ أمِتْ ). وذكرت رواية المجلسي في البحار: أنَّ ( شعارهم: يا لثارات الحسين (ع) ).
وأخرج ابن قولويه في كامل الزيارات(1) ، بإسناده عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: ( مَن زار الحسين (ع) يوم عاشوراء من المـُحرَّم... ) - إلى أن يقول: - قال: قلت: فكيف يُعزِّي بعضهم بعضاً؟
قال: ( يقولون: عظَّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (ع)، وجعلنا وإيَّاكم من الطالبين بثأره مع وليِّه الإمام المهدي من آل محمد (ص)... ) الحديث.
وتتضمَّن هذه الرواية نفسها الزيارة المعروفة بـ ( زيارة عاشوراء ) التي يُزار بها الحسين بن علي (ع)، والتي سمعنا الإمام المهدي (ع) في بعض الروايات التي نقلناها في التاريخ السابق(2) يحثُّ على قراءتها حثَّاً شديداً. وتتضمَّن هذه الزيارة هذا الدعاء: ( فاسأل الله الذي أكرم مقامك أن يُكرمني بك، ويرزقني طلب ثأرك، مع إمام منصور من آل محمد (ص) ).
ويقول في موضع آخر منها: ( وأن يرزقني طلب ثأركم، مع إمام مهدي ناطق لكم )(3) .
والشعار يمكن أن يراد به أحد معنيين:
المعنى الأول: اللفظ الذي يُنادى به في الحرب لأجل بثِّ روح الحماس والإقدام في الجنود، وهو المعنى الذي كان مفهوماً من اللفظ عند صدور الروايات، وقد كان رسول الله (ص)
____________________
(1) انظر ص 175. ونقلها في ( مفاتيح الجنان ص454 وما بعدها ) عن الشيخ الطوسي.
(2) تاريخ الغيبة الكبرى ص148.
(3) انظر كامل الزيارات ص176-177 ومفاتيح الجنان ص457-457.