5%

قيادته. فهم ( أطوع له من الأَمَة لسيدها )، كيف لا، مع أنَّهم يرون به الإمام القائد نحو العدل الكامل والنفع البشري العام؟!

الجهة السابعة: شعارهم.

تعرَّضت هذه الروايات وغيرها إلى شعارهم، فيحسن بنا الآن أن نحمل عنه فكرة كافية... وإن كان استطراداً بالنسبة إلى موضوع هذا الفصل.

ذكرت رواية ابن طاووس في الفتن: أنَّ شعارهم: ( أمِتْ أمِتْ ). وذكرت رواية المجلسي في البحار: أنَّ ( شعارهم: يا لثارات الحسين (ع) ).

وأخرج ابن قولويه في كامل الزيارات(1) ، بإسناده عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: ( مَن زار الحسين (ع) يوم عاشوراء من المـُحرَّم... ) - إلى أن يقول: - قال: قلت: فكيف يُعزِّي بعضهم بعضاً؟

قال: ( يقولون: عظَّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (ع)، وجعلنا وإيَّاكم من الطالبين بثأره مع وليِّه الإمام المهدي من آل محمد (ص)... ) الحديث.

وتتضمَّن هذه الرواية نفسها الزيارة المعروفة بـ ( زيارة عاشوراء ) التي يُزار بها الحسين بن علي (ع)، والتي سمعنا الإمام المهدي (ع) في بعض الروايات التي نقلناها في التاريخ السابق(2) يحثُّ على قراءتها حثَّاً شديداً. وتتضمَّن هذه الزيارة هذا الدعاء: ( فاسأل الله الذي أكرم مقامك أن يُكرمني بك، ويرزقني طلب ثأرك، مع إمام منصور من آل محمد (ص) ).

ويقول في موضع آخر منها: ( وأن يرزقني طلب ثأركم، مع إمام مهدي ناطق لكم )(3) .

والشعار يمكن أن يراد به أحد معنيين:

المعنى الأول: اللفظ الذي يُنادى به في الحرب لأجل بثِّ روح الحماس والإقدام في الجنود، وهو المعنى الذي كان مفهوماً من اللفظ عند صدور الروايات، وقد كان رسول الله (ص)

____________________

(1) انظر ص 175. ونقلها في ( مفاتيح الجنان ص454 وما بعدها ) عن الشيخ الطوسي.

(2) تاريخ الغيبة الكبرى ص148.

(3) انظر كامل الزيارات ص176-177 ومفاتيح الجنان ص457-457.