2%

يتَّخذ الشعار في حروبه، والمعروف المروي أنَّ شعار المسلمين يوم بدر:يا منصور أمِتْ (1) . ويوم بني الملوح:أمِتْ أمِتْ (2) .

المعنى الثاني: اللفظ الذي يُصاغ للتثقيف الجماهيري، يُعبَّر عن مفهوم أو هدف مُعيَّن، وهو المعنى المفهوم في عصرنا الحاضر.

والشعار الوارد في هذه الروايات التي نقلناها، إنَّما يُراد بها المعنى الأول؛ لأنَّه المعنى الذي كان معروفاً في ذلك العصر، فأصحاب الإمام المهدي (ع) سيتَّخذون الشعار في الحرب مُشابهاً لشعار رسول الله (ص):أمِتْ أمِتْ.

أمَّا المـُطالبة بثأر الحسين (ع)، فرواية البحار تدلُّ على أنَّه شعار بالمعنى الأول، وتدلُّ الروايات التي بعدها أنَّه شعار بالمعنى الثاني، بمعنى أنَّه يكون هدفاً مُعلَناً ومفهوماً تثقيفياً... ولا تنافي بين المعنيين؛ إذ من المـُحتمَل استعمال هذا المفهوم على كلا الشكلين.

وعلى كلا الحالين؛ فاستعماله واضح؛ باعتبار أنَّ الإمام الحسين (ع) أشدَّ القادة الإسلاميين مظلومية في الضمير المسلم، بإجماع الأُمَّة المسلمة بكل مذاهبها، فاتِّخاذ الثأر شعاراً انطلاقٌ من زاوية شديدة الأهمِّية من ناحية، ومُتسالم على صحَّتها بين المسلمين من ناحية أُخرى، وتحمل معنى وحدة الأهداف حركة الإمام الحسين وحركة الإمام المهدي (ع)، وهي مُحاولة إحقاق الحق وإزهاق الباطل.

هذا، وبعض هذه الروايات، صحيحة من حيث السند، فتكون قابلة للإثبات التاريخي، في حدود منهجنا في هذا التاريخ.

الضمان الرابع: المـُميِّزات الخاصة بالإمام المهدي (ع).

من حُسن قيادته وشجاعته، واطِّلاعه على قوانين التاريخ، وغير ذلك ممَّا أنتجه التخطيط الإلهي ودلَّت عليه الأخبار، فتكون هذه المؤهَّلات بمجموعها من أكبر الضمانات لانتصار حركته ونجاح ثورته، وبالتالي في تحقيق الهدف الإلهي الأعلى لوجوده.

وينبغي أن ينفتح الحديث عن ذلك في عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: في مُميِّزات الإمام المهدي (ع)، كما يُنتجه التخطيط العام السابق

____________________

(1) انظر: وسائل الشيعة للشيخ الحُرِّ العاملي كتاب الجهاد، باب استحباب اتِّخاذ المسلمين شعاراً ج2 ص487.

(2) المصدر والصفحة.