5%

الفصل الرابع

قيادات أصحابه ومقدار قابلياتها

تمهيد:

سبق أن عرفنا بكل تفصيل عدد أصحاب الإمام المهدي، من المـُخلصين المـُمحَّصين، ودرجة إيمانهم وإخلاصهم لعقيدتهم وقائدهم... ومقدار شجاعتهم وإقدامهم على التضحيات الجلّى في سبيل الله تعالى... ومقدار مشاركتهم وتأثيرهم في الفتح العالمي العادل.

وعرفنا - أيضاً - أنَّ عدد أصحابه غير مُنحصر بهؤلاء الثلاثمئة والثلاثة عشر، بعد أن دلَّت الروايات أنَّ نواة جيشه الأُولى التي تجتمع في مكَّة في أول الظهور، لا تقلُّ عن عشرة آلاف إنسان، فضلاً عمَّن يصل إليه بعد ذلك.

ودلَّت القواعد العامة على أنَّ التخطيط الإلهي لعصر ما قبل الظهور، يُنتج ثلاثة مستويات من الإخلاص، كلهم سيكونون من أصحابه - بشكل وآخر - ويكون المـُخلصون من القسمين الأوَّلين قابلين لتولِّي أهمِّ الأعمال في دولة الإمام المهدي.

هذا، وينبغي أن ننظر إليهم الآن، بصفتهم أُناساً يُباشرون الأعمال الهامَّة، والحكم تحت إشراف الإمام، وتنظيمه لهم في العالم.

وينفتح الحديث حول ذلك في عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: في إيراد ما دار حول ذلك من الأخبار:

أخرج القندوزي في الينابيع(1) ، عن أبي بصير، قال: جعفر الصادق رضي الله عنه:

____________________

(1) ص509 ط النجف.