2%

به الدولة أو الإمام (ع) من أجل تربية الأُمَّة أو البشرية.

الفائدة الخامسة: التخلُّص ممَّن قد يكون شارك في الدولة العالمية بحكم أو قضاء، وليس في واقعه أهلاً لذلك بالمعنى العميق، وسنذكر فلسفته فيما بعد.

إلى غير ذلك من الفوائد...

ومن حيث الفرق في الهدف بين التمحيصين، نجد أنَّ التمحيص السبق كان مُستهدفاً لإيجاد جماعة محدودة من المـُخلصين، ذوو عدد كافٍ لغزو العالم، وأمَّا الباقون، فقد أوجب ذلك التمحيص تطرُّفهم إلى جانب الظلم والباطل.

وأمَّا هذا التمحيص الجديد، فهو يستهدف التخطيط العام الشامل له، أعني تخطيط ما بعد الظهور، من تربية البشرية حكَّاماً ومحكومين، تربية مركَّزة ومُستمرَّة نحو التكامل لإيجاد المجتمع العادل المطلق في كل أفراده، وليس على مستوى الحكم فقط، وهو ( المجتمع المعصوم )، الذي ألمحنا إليه في التاريخ السابق(1) ، وسيأتي في الكتاب الآتي من الموسوعة تفاصيل مُهمَّة عن خصائصه.

وعلى أيِّ حال، فينبغي أن ينفتح الحديث عن هذا التمحيص في عدَّة جهات:

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار الواردة في هذا الصدد.

ونحن هنا لا نتوخَّى استيعاب كل ما دلَّ على ذلك، بل نقتصر على المـُهمِّ منه، فنروي ما كان متَّصفاً بوصفين:

الوصف الأول: كون الخبر مُطابقاً مع القواعد المعروفة لنا، فلو كان يُمثِّل فَهْماً مُنحرفاً أو شاذَّاً لم نروه؛ لأنَّ أمارات الوضع والانتحال عليه واضحة.

الوصف الثاني: ما لم تكن فيه إثارة طائفية من الأخبار، فإن كان في الخبر إثارة من هذا القبيل حذفناه، وإن أحدث نقصاً في التسلسل الفكري العام.

والأخبار في ذلك عديدة، شاملة لمختلف جهات التمحيص.

____________________

(1) تاريخ الغيبة الكبرى ص481.